بسطنا الكفوف وقلنا سلاما
وهمنا صفوف بين العشائر
لا عيب فينا مهما اختلفنا
وإن قلنا صبرا فنحن الأكابر
سنمضي عيونا خلف الدجى
بصدر رهيب يدمي الكواسر
لحن السلام ولحن الكلام
ولحن البواسل حين نبادر
ونشدو بصوت يهز السكون
كليلة الأمس صوب المحابر
شعب “الجزائر” وإن عانقوه
يمضي شريفا بالعفو شاكر
وإن عاتبوه بسخط غزير
فلن ينحني تحت المجازر
بسطنا الكفوف لرسم الوئام
لنسموه ابتهاجا فوق المنابر
أهلا بمن هبوا رجالا
من كل حدب وما بالمداشر
عشتم حماة لأرض الأشاوس
بريقا بشع كلون الأساور
طوينا الجراح يا أمتي…
وبتنا نصلي صلاة المثابر
وسرنا على من عاهدونا
ومن هبَّ للوُد ناصر
ونادي هلموا وللقابعين
كنجم أطل بالنور ساحر
بسطنا الكفوف لشد الرجال
وبالعزم عدنا نرشي المقابر
سعينا اجتراما بكل اللغات
لنسف الأذى بقلب مغامر
ازحنا الأسى وقلنا كفى
وزدنا صراخا بكل الحناجر
نجول افتخارا في عمق الدنى
مرحى بمن أزاحوا الستائر
سلامي الشعبي بأحفاده
وألف سلام لمن عاد زائر
أهلا بمن صالوا وجالوا
ولبوا نداء باسم “الجزائر”
لمسح وجوها بكف اليمين
لنسطع نورا بين الضفائر
ونجني ثمارا لكل الحيارى
ونأتي نصافح من كان جائر
بسطنا الكفوف وسيق العتاب
لبهو الزمان ومن جاء صابر
لفك القيود من صمتنا
وتصفو السماء فوق الجزائر
أيها التاريخ سجل خطابا
بحبر نقي ولا في المحابر
واعتق قلوبا يوم المنى
وبالصلح دون اسما وثائر