أكد وزير الشباب، مصطفى حيداوي، خلال مشاركته في حفل اختتام الطبعة الثالثة للقافلة الوطنية “شاب فكرة ” أن الجزائر شهدت خلال السنوات الأخيرة تحولاً ملحوظاً في سياسات الدولة المتعلقة بتشجيع الشباب على الخروج من دائرة البحث عن وظائف إدارية، إلى التوجه نحو الاستثمار في قدراتهم الخاصة وتأسيس مشاريع ريادية، هذه المقاربة، التي تعكس رؤية جديدة وضعتها الحكومة الجزائرية، تهدف إلى بناء ثقافة ريادة الأعمال وتعزيز الدور الفاعل للشباب في الاقتصاد الوطني.
وأوضح الوزير، أنه من خلال المبادرة التي أطلقها الشاب أنيس، استطاع الشباب الجزائري أن يتعرف على أفق جديد من الفرص في مجالات الاستثمار والمقاولات. منذ ثلاث سنوات، بدأ أنيس في تنقلاته عبر الولايات الجزائرية ليشهر فكرته حول ضرورة تطوير ثقافة المقاولات. رغم التحديات، تمكن من الوصول إلى العديد من المناطق، مؤثراً في الشباب المحلي ومشجعاً إياهم على تبني هذا الفكر الريادي. وأشار حيداوي، أن هذه المبادرة تستهدف الشباب الجزائري، لا سيما أولئك الذين يعانون من صعوبة العثور على وظائف، بحيث يتم تدريبهم وتوجيههم لإنشاء مشاريعهم الخاصة، وبالتالي توفير فرص عمل ليس فقط لأنفسهم، بل أيضًا لأقرانهم. يعتقد القائمون على المبادرة، أن الاستثمار في الإنسان هو الأساس لبناء مستقبل واعد، حيث يتعين على الشباب أن يتلقوا الاستشارات اللازمة والمعلومات والخبرات التي تساعدهم في تسريع مسيرتهم المهنية. وفي ذات السياق، شدد الوزير على أهمية تشجيع ريادة الأعمال على مستوى الفرد والمجتمع، معتبرين أن مثل هذه المبادرات تلعب دوراً مهماً في تحقيق التحول الاقتصادي الذي تسعى الجزائر لتحقيقه في المرحلة المقبلة. من خلال تفعيل ثقافة المقاولات، يمكن تحويل الشباب إلى منتجين فعليين، ما يسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني إلى الأمام. وفي إطار دعم هذه المبادرة، أكد حيداوي أن وزارة الشباب تسعى إلى دعم المبادرات الشبابية مثل شاب فكرة من خلال إقامة شراكات مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة. يقول وزير الشباب والرياضة: “نحن فخورون بتلك المبادرات التي تساهم في خلق بيئة ملائمة لدعم ريادة الأعمال، ونأمل أن تساهم هذه المشاريع في تغيير نظرة الشباب الجزائري نحو العمل الحر”. مشيرا إلى أن ثقافة المقاولات يجب أن تترسخ في المجتمع الجزائري، ويجب أن تكون جزءاً من المنظومة التعليمية والتوجيهية التي يتم تقديمها للشباب. وتعتبر هذه المبادرات جزءاً أساسياً من رؤية الجزائر لعام 2030، التي تسعى إلى تعزيز دور الشباب في الاقتصاد والمجتمع. موضحا انه في ظل هذه المبادرات، يمكن القول إن الجزائر ماضية بخطوات ثابتة نحو المستقبل، حيث يتوقع أن تحقق هذه المشاريع الريادية نجاحات أكبر على المدى الطويل. يقول أنيس: “نحن نعمل جاهدين لتحقيق هذا الحلم الذي بدأناه، ونعمل مع فرقنا محلياً ودولياً لنشر ثقافة المقاولات بين الشباب الجزائري”. وأضاف الوزير، أن هذه المبادرات تشير إلى تحول إيجابي في المجتمع الجزائري، إذ تجعل الشباب في مقدمة الصفوف لتحقيق التغيير الاقتصادي والاجتماعي. ومع دعم الدولة والمؤسسات المحلية، يمكن للجزائر أن تبني اقتصاداً يعتمد على الابتكار وريادة الأعمال، مما يسهم في تحقيق تطور مستدام للمستقبل.
إيمان عبروس