حوافز موسم شهر شعبان

حوافز موسم شهر شعبان

من المواسم التي ينتظرها المؤمن ويهتم بها: موسم شهر شعبان، شهر القراء، شهر رفع الأعمال إلى رب العالمين، شهر الاستعداد لرمضان، فإن دخول شهر شعبان لهو موسم عظيم لنا، فيه وقفات نتأمل فيها حال النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث نجد أنه كان يهتم به ما لم يهتم بغيره؛ فإننا اليوم على موعد، مع محطة من المحطات الإيمانية، مع شهر يغفل عنه كثير من الناس؛ هكذا أخبرنا عنه صلى الله عليه وسلم؛ فلماذا هذا الاهتمام، وما هي الحوافز للاهتمام بشهر شعبان ؟

أما الحافز الأول: فلأنه شهر غفلة لكثير من الناس؛ “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان” فإن الناس يهتمون بشهر رمضان؛ لما فيه من الفضائل، ويعظمون شهر رجب؛ لمكانته وحرمته؛ فأراد أن يبين لهم فضيلة شهر شعبان، ولو تأملت أحوال الناس لوجدت أن الكثير منهم يستعدون لشهر رمضان بإنجاز أعمالهم الدنيوية في شعبان للتفرغ لشهر رمضان؛ ومن ثم يتحول شعبان إلى شهر دنيوي بحت، وهنا تكون الغفلة.

وأما الحافز الثاني للاهتمام بشهر شعبان: لأنه ميقات سنوي لرفع الأعمال إلى الله تعالى، فقد جعله الله تعالى بمثابة الختام لأعمال السنة، ففيه ترفع أعمال السنة؛ كما في الحديث: “وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم” فشهر شعبان هو الموسم الختامي لصحيفتك وحصاد أعمالك عن هذا العام، فبمَ سيختم عامك؟ ثم ما الحال الذي تحب أن يراك الله عليه وقت رفع الأعمال؟ إنها لحظة حاسمة في تاريخ المرء، حين تصعد الملائكة بحصاد عامه كله، لتعرض هذه الأعمال على الله تعالى: ” إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ” فاطر: 10.

وأما الحافز الثالث للاهتمام بشهر شعبان: لأنه خير استعداد لخير آتٍ، فإن شهر شعبان هو بمثابة إرشادات بين يدي شهر رمضان؛ ولذلك فإن التفريط في شعبان يؤثر في الخشوع في رمضان؛ قال أحد السلف: “رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السقي، ورمضان شهر الحصاد”، وكان أحدهم إذا دخل شعبان أغلق حانوته استعدادًا لرمضان.

 

من موقع وزارة الشؤون الدينية