حملات تحسيسية للتخلص السليم من مخلفات الأضاحي بالعاصمة

حملات تحسيسية للتخلص السليم من مخلفات الأضاحي بالعاصمة

يواجه عمال النظافة بعد عمليات نحر الأضاحي بالعاصمة متاعب كثيرة في التنظيف والكنس والتعقيم وجمع المخلفات التي تستغرق وقتا يدوم حتى اليوم الرابع وأحيانا حتى لأسبوع كامل بسبب قلة الأماكن المسموح فيها بعمليات النحر من جهة، وعدم التزام المواطنين بالتوصيات المقدمة دائما لضمان السلامة الصحية ونظافة المحيط وحتى حماية الثروة المهدورة كل مرة ممثلة في جلود الأضاحي التي تعاد رسكلتها لصناعة الكثير من الأمور التي تحظى بالإقبال على غرار الألبسة والتحف وغيرها دون الحديث عن قيمتها الوجدانية مع الجزائريين كونها كانت تستعمل من قبل الأجداد كأفرشة أرضية وعلاقتهم وطيدة بهذه التقاليد السائرة إلى الاندثار .

حرصت فعاليات المجتمع المدني بتوجيه من وزارة البيئة بالعاصمة على تنبيه المواطنين إلى المشاكل التي يخلقونها لعمال النظافة بسلوكاتهم غير السليمة بحجة غياب فضاءات تسمح لهم بممارسة عملية نحر الأضاحي بأريحية وقلة المذابح المعتمدة التي تستوعب الطلب، موضحين أن أعوان النظافة يجبرون على مضاعفة مجهوداتهم للتحكم في الكوارث المترتبة عن الذبح العشوائي دون الحديث عن الخطر الذي يمكن أن يحدث في حالة عدم الحذر من التقاط الأمراض المشتركة بين الحيوان المصاب والانسان،

ويتجند العمال للتخلص سريعا من بقايا أحشاء الكباش كونها موادا عضوية سريعة التعفن ومعها بقايا الدماء قبل الانتقال إلى أشغال التعقيم والتنظيف وكذا الكنس، وهي أعمال تدوم حتى أسبوعا كاملا سيما مع المهمة الجديدة التي أضحوا يكلفون بها في السنوات الأخيرة ممثلة في جمع جلود الأضاحي “الهيدورة” الملقاة في القمامات و المعلقة على أسوار الحي أو شرفات العمارات وهذا بعدما عزفت النسوة عن غسلها وتخلين عنها كديكور منزلي لم يعد يتماشى ومتطلبات العصر.

وتساءل الكثيرون عن أسباب عدم اعتماد الأكياس لجمع مخلفات عملية النحر قبل إلقائها في المكان المخصص لها، وهي العملية التي تجاهلها الكثيرون الموسم الماضي رغم إقدام المحسنين على توزيع أكياس بلاستيكية مجانية في مساجد العاصمة عند أداء صلاة العيد لتنظيم عملية تنظيف أماكن الذبح، غير أن المعنيين كرروا سلوكاتهم وعاد عمال النظافة لمتاعبهم مع هذه البقايا التي تشكل خطرا على صحتهم .

تجدر الإشارة إلى أن وزارة البيئة عرضت جملة من التوصيات الكفيلة بتنظيم العملية

وحماية المكلفين بعملية النحر بداية بأخذ كافة الإجراءات اللازمة لتفادي خطر الإصابة بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان في أسواق الماشية، والمزارع وتجمعات الحيوانات خصوصا مع ارتفاع درجة الحرارة (لبس قفازات الأيدي الصحية والكمامات والنظارات الواقية، غسل الأيدي جيدا بالماء والصابون بعد الانتهاء من ملامسة الأضاحي، وتجنب الاحتكاك المباشر معها) لأنها مساحات سهلة لنقل العديد من الأمراض من الحيوان إلى الإنسان عبر الاحتكاك المباشر بالأضاحي المصابة أو عن طريق العوامل الحية الناقلة للأمراض مثل الحشرات والقراد…الخ، مع ضرورة احترام نقاط البيع المخصصة قصد حصر مساحات التلوث، إضافة إلى ذبح الأضاحي في المذابح المعتمدة والخاضعة للإشراف البيطري لضمان فحص الحيوان قبل وبعد الذبح وصلاحيتها للاستهلاك البشري، وعدم استخدام الجزارين المتجولين الذين يجهلون أسس السلامة العامة والنظافة، ضف إليها تفادي الذبح بطرق عشوائية في الشوارع وأمام المنازل والعمارات والأماكن العامة، وهو ما يؤدي إلى تلوث المحيط وتلوث اللحوم جراء الغبار والأتربة ونواقل الأمراض مما يشكل بيئة خصبة لنحو 300 مرض تنتشر عدواها طوال العام، كما أوصى بالتخلص من بقايا الأضاحي ومخلفات الذبح بطريقة صحية عبر وضعها في أكياس مغلقة (الجلود، الأحشاء، الفضلات…الخ)، قبل وضعها في القمامات المخصصة، لأنها تتضمن موادا عضوية، تشكل خطرا على صحة المواطنين، كما أن رمي مخلفات الأضاحي بشكل عشوائي لا يؤدي فقط إلى تلوث البيئة، بل يضر أيضا بعمال النظافة، الذين يضطرون إلى العمل لساعات إضافية يوم العيد، مع ضرورة احترام توقيت مرور شاحنات جمع النفايات خلال أيام العيد، كما تذكّر الوزارة بأن عيد الأضحى هو فرصة للتضامن بين الناس، لذلك يجب التعاون مع أعوان النظافة الذين يقضون أيام العيد تحت الشمس لساعات طوال، ولا يعودون إلى بيوتهم إلا في ساعة متأخرة من الليل.

إسراء. أ