باشرت عدة هيئات وجمعيات بالعاصمة حملات تحسيسية استباقية قبل حلول فصل الشتاء تحذر من خطر تسرب الغاز بعدما أضحى يخطف أرواح عائلات بكاملها، مشددة على ضرورة التهوية مهما بلغت درجة برودة الطقس، وهي المخاوف التي تنتاب هؤلاء بالنظر إلى أرقام الضحايا التي تتزايد كل موسم شتاء لعدة أسباب لخصها البعض في نقص التوعية لدى المواطن الذي يقتني أجهزة غير سليمة أو يعتمد على أشغال صيانة غير صحيحة ويتجاهل تهوية الغرفة طمعا في تدفئة أكبر، ضف إليها عدم التأكد من إحكام غلق القارورة وأجهزة التدفئة أو توصيلات الغاز وغيرها من عمليات المراقبة الدورية التي ينبغي على الشخص التقيد بها حفاظا على سلامته.
شنت كل من الحماية المدنية، مديرية توزيع الكهرباء والغاز، مديرية الصحة وكذا جمعيات على رأسها جمعية حماية المستهلك، حملة تحسيسية وباشرت إرشادات توعوية لتفادي تسجيل وفيات اختناقا بالغاز وأول أكسيد الكربون، خاصة في الموسم الشتوي، بعدما ارتفعت أرقام ضحايا القاتل الصامت الذي حصد عائلات بكاملها لأن أفرادها لم يفتحوا منفذا للتهوية أو لم يتأكدوا من أن أجهزة التدفئة تعمل بشكل صحيح، وهي مآس يرجعها المختصون إلى غياب ثقافة الصيانة والمراقبة الدورية لتوصيلات الغاز، فيما يرى آخرون أن سببها استعمال أجهزة مغشوشة ونقص الرقابة، لكن الأكيد هو أن هذه الحوادث أصبحت تقلق المسؤولين الذين سارعوا لإيجاد حلول فعالة للقضاء على هذا المشكل والعمل على إنقاص عدد الضحايا.
ودعت مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالعاصمة إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من خلال التهوية المستمرة للمنازل، وكذا الاعتماد على صيانة وتركيب أجهزة التدفئة من طرف مختصين، حيث أكدت على ضرورة المراقبة السنوية لأجهزة التدفئة وتسخين المياه من طرف متخصص مؤهل (سخان الماء، سخان الحمام، الموقد …)، تهوية المنزل لمدة 10 دقائق يوميا على الأقل مع عدم سد ثغرات الهواء في فصل الشتاء، عدم استخدام أجهزة التدفئة الاحتياطية المتنقلة إلا في الغرف ذات التهوية الجيدة وعلى فترات متقطعة.
كما دعت إلى عدم تشغيل محرك السيارة في مرآب مغلق واحترام تعليمات استخدام أجهزة التدفئة والتسخين إلى جانب تفادي استخدام أجهزة غير مخصصة لهذا الغرض (فرن الطهي والكانون والطابونة)، في المقابل جندت مديرية توزيع الكهرباء والغاز ببلوزداد أعوان وإطارت المديرية لتقديم شروحات وكذا نصائح مبسطة وإرشادات حول كيفية تفادي التعرض لخطر الإختناق بغاز أحادي الكربون.
من جهته، أرجع رئيس منظمة حماية المستهلك مصطفى زبدي المشكل إلى اللامبالاة في اقتناء الأجهزة التي تكون مغشوشة وإذا سلمت من الغش، يتورط الزبون في أشغال صيانة وهو خارج مجال الاختصاص، وبين هذا وذاك كثيرون يتجاهلون إطفاء المدفأة قبل النوم وتهوية الغرفة، داعيا إلى ضرورة الحيطة والحذر لعدم زيادة أول وثاني أكسيد الكربون المنبعث من المدفأة في الهيموغلوبين مما يؤدي إلى حدوث تسمم في الدم واختناق.
إسراء. أ