حماس.. التصريحات الأمريكية حول حالة حكم غزة ما بعد الحرب “رعونة وسخافة”

حماس.. التصريحات الأمريكية حول حالة حكم غزة ما بعد الحرب “رعونة وسخافة”

منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى الآن، سقطت استراتيجية الردع الصهيونية، وكانت النتيجة أن القوة العسكرية الأمريكية الضاربة، حلّت محلها لحماية الاحتلال  الذي  يستمر في الضربات الجوية الانتقامية اليائسة ضد المدنيين في المخيمات والأحياء السكنية والمدارس ومعسكرات الإيواء المؤقتة، حتى وصل الأمر إلى قصف الجرحى المدنيين، باستهداف عربات الإسعاف والمستشفيات، واستمرار كثافة الضربات الجوية ضد المدنيين يعكس روحا انتقامية يائسة، لم تعد لديها خيارات غير إلقاء أطنان القنابل كل يوم على غزة.

وعلى وقع التخبط الأمريكي الصهيوني، بين الهدنة الإنسانية ومواصلة الحرب وصف الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حازم قاسم، تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، الأمريكي جون كيربي، ومناقشته حالة حكم غزة ما بعد حماس بأنها رعونة وسخافة. وأكد، أن حماس هي التعبير الأصدق لطموحات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وانتزاع حقه بالعيش الكريم فوق أرضه. وبيّن أن حماس لديها جذورها العميقة في كل فلسطين لا يستطيع كيربي ولا الولايات المتحدة، أن يفرضوا على الشعب الفلسطيني خياراته مضيفاً “شعبنا حرّ يناضل من أجل حريته وإرادته”. من جهته، قال عضو المكتب السياسي في حركة حماس غازي حمد أن الأمريكيون واهمون في الحديث عن اعادة ترتيب الأوضاع في غزة مؤكداً أن الشعب الفلسطيني قادر على افشال المخطط الأمريكي المشبوه في تغيير الوضع بغزة. وأكد على أن الأمريكيين فاشلين ولا يستطيعون فرض خيارات سياسية على غزة مشيراً أن ما حدث في السابع من أكتوبر يؤكد، أن مأساة الفلسطينيين تحت الاحتلال يجب أن تنتهي. ومع أن كل العوامل المحيطة بهذه الحرب تتصف بعدم اليقين، فإن متابعة تطوراتها منذ بدأت حتى الآن (34 يوما) تثبت وجود ثلاثة عوامل جوهرية يقينية لم تضطرب، ولم يتسرب إليها الشك، ما تزال هي التي تقرر ملامحها. العامل الأول هو الصمود الفلسطيني، رغم فداحة التضحيات؛ فألسنة الفلسطينيين وقلوبهم ووجدانهم تهتف: “ننزف دما ولن ننزف كرامة”. والعامل الثاني هو الاستمرار في القدرة على الرد ومواجهة آلة الحرب الإسرائيلية البربرية، لتأكيد سقوط استراتيجية الردع المعتمدة على القوة الغاشمة، وأن إسرائيل ترتكب خطأً فادحا إذا اعتقدت أنها تستطيع إبادة شعب أو حرمانه من حق العيش في وطن آمن، وأن الحل العسكري يتناقض جوهريا مع هدف تحقيق استقرار مستدام. أما العامل الثالث فهو قوة التضامن العالمي. هذا التضامن مع الشعب الفلسطيني أصبح يغطي كل قارات العالم على مستوى الشعوب، كما يظهر في الاحتجاجات المليونية المناهضة للحرب، الداعية إلى وقف إطلاق النار وإحلال السلام، التي تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة ضد الشعب الفلسطيني. كما أن التضامن العالمي يتجلى أيضا على مستوى الحكومات، كما سجله تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كاسحة (120 ضد 14 منها الولايات المتحدة وإسرائيل). هذا التأييد الذي تحصل عليه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية يزداد قوة كل يوم، حتى في الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، وحلف الأطلسي، وحتى بين اليهود أنفسهم.