حلمي أبرز نجومها.. كيف انتعشت الدراما الإذاعية في رمضان؟

حلمي أبرز نجومها.. كيف انتعشت الدراما الإذاعية في رمضان؟

 

يشهد موسم رمضان 2023 انتعاشة لافتة في تقديم المسلسلات الإذاعية عبر الراديو، أبرزها مسلسل “أحلام شهرزاد”، الذي يقدم بطولته الفنان الكبير يحيى الفخراني، ويُذاع يومياً عبر محطة الراديو 9090، وينافسه مسلسل “مطلوب عريس” من بطولة الفنان أحمد حلمي، الذي يُذاع عبر قنوات الإذاعة الخاصة بـ “راديو النيل”، فضلاً عن الأعمال الأخرى مثل “صلاح التلميذ” للفنان أكرم حسني، و”رأس رجاء وصالح” للفنان حسن الرداد، والفنانة إيمي سمير غانم.

يقول الناقد الفني عماد يسري، إنّ الدراما الإذاعية في مصر لديها جمهور عريض للغاية؛ لأن المحطات الإذاعية تحاول دوماً جذب المستمعين إليها، من خلال تقديم مسلسلات من بطولة نجوم الصف الأول، الذين يُفضلهم الجمهور في الموسم الرمضاني بشكل خاص، فقد افتقدت الشاشة التليفزيونية هذا العام تواجد الفنان الكبير يحيى الفخراني، لكن الإذاعة كان لها حظاً وفيراً في تقديمه للمسلسل الإذاعي “أحلام شهرزاد”.

ويتابع يسري حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، موضحاً أنّ: “هناك العديد من الفنانين الذين تركوا الشاشة التليفزيونية هذا العام، وتوجهوا إلى جمهور الدراما الإذاعية، مثل الفنان أحمد حلمي، والفنانة إيمي سمير غانم، والفنان حسن الرداد، الأمر الذي يدل على مكانة الدراما الإذاعية لدى المستمع المصري والعربي”.

معايير قياسية

من جانبه، يوضح الشاعر والكاتب سعد القليعي، الذي يملك خبرة كبيرة في الكتابة الإذاعية، (أنتج أكثر من 54 عملاً)، أنّ الدراما الإذاعية لها من الخصائص ما لا يتوافر في أي دراما أخرى، فالنص حين يُكتب للإذاعة، يكون لديه مخرجين بعدد مستمعيه، ما يعني أن كل مستمع لديه القدرة على تخيل ملابس الممثلين والديكورات.

ويستكمل القليعي حديثه: “مهما امتلكت الدراما الأخرى من تليفزيون وسينما ومسرح لقدرات تميزها من حيث الرؤية البصرية، فهي محدودة للغاية بخيال المخرج ومنفذي العمل؛ لأنهم يوفرون الديكورات والملابس حسب تصورهم، ويحكمون المشاهدين بهذا التصور”.

ويضيف: “كان للإذاعة المصرية وقطاع الإنتاج وصوت القاهرة، وكافة القطاعات الحكومية، مقاييس ومعايير محكومة عالمياً من أجل تنفيذ العمل الإذاعي، كما كان لها لجان يُقدم إليها النص الإذاعي قبل إنتاجه، وبناءً على مراجعته، يتم الموافقة عليه بتقديرات مختلفة، فقد وضع هذه الشروط مجموعة كبيرة من كتاب ونقاد ورواد الفن الإذاعي”.

وينوّه إلى أنّ هناك شروطا محددة لعدد الأشخاص في الحلقة الإذاعية، حيث لا يجب أن يتجاوز الـ 8 أفراد؛ لأن أكثر من ذلك العدد يصعب على الأذن البشرية استقباله بسهولة، فهي لا تستطيع أن تميز بين 8 أفراد في الحلقة التي تتراوح مدتها من 10 لـ 12 دقيقة بالفواصل الإعلانية، ومن الصعب أيضاً تسمية شخصيتين في العمل الإذاعي بتقارب شديد مثل (حسين وحسن)، حتى يستطيع المستمع تمييز أسماء الشخصيات جيداً.

منافسة شرسة

يعود الناقد الفني عماد يسري ليوضح أنّ المنافسة حالياً أصبحت شاقة للغاية، خاصة في عصر الفضائيات المفتوحة، وأيضاً الذكاء الاصطناعي، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت بشكل ما على انتشار الدراما الإذاعية، ففي الماضي كان ينتظر الجمهور موعد إذاعة المسلسلات عبر الراديو في وقت معين، حتى اختلف الوضع تماما، وأصبح من السهل متابعة الدراما الإذاعية في أي وقت عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

ويضيف: “البودكاست أصبح منافساً قوياً للدراما الإذاعية في الآونة الأخيرة، وذلك بالإضافة إلى إذاعات مواقع التواصل الاجتماعي التي ليست لها علاقة بمحطات الراديو، لذا يجب على منتجي الدراما الإذاعية أن يطوروا من الأداء والأفكار في الوقت الحالي، ومن الضروري أيضاً الاهتمام بقوة التسويق للمسلسلات الإذاعية، مثل تصوير فيديوهات لكواليس التسجيل، وترويجها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ق-ث