دخلت المقهى جلست على كرسي أراقب النادل كي يأتيني بفنجان قهوة وكأس ماء كالعادة…. هذه المرة لم يأت
مدة من الزمن لم أصبر ناديته وأشرت إليه تذكر النادل واستفاق أشار لي بيده ثم قال حاضر اسمحلي في ظني أنك شربت قهوتك وبقيت تراقب صاحبك الشيخ ذي اللحية البيضاء الكثيفة.. بينما تتجاذب أطراف الحديث
دخل صاحبي الشيخ بادر بالتحية جلس على الكرسي المقابل لطاولتي سلمت عليه، نظر إليه النادل ماذا تريد يا سيدي؟، قال أريد كأس ماء
ثم قال: اليوم تعبت مشيت كثيرا في المدينة القديمة لأسترجع أيام الماضي والصور والألوان الجميلة
من الجهة المقابلة شاب ينظر بشغف إلى الشيخ كأنه يعرفه من قبل، يريد أن يسأله عن ماضي شبابه لأنه سمع منه أمس حكاية من الماضي وأراد منه أن يكمل له الحكاية، فهم الشيخ ذلك، نظر إلى جدار المقهى فيه صور معلقة ذات أشكال وألوان وماضي ذكريات وقال يا بني انظر إلى هذا الجدار له ألف حكاية وحكاية بناه جدي مع أبي لبنة بلبنة واليوم بقي معلما وصورا جميلة عندما آتي إلى هذا المقهى، أسترجع ذكريات الماضي، أزداد نشاطا وحيوية، أحس بأني مع أبي وجدي نصنع ونبني حاضر ومستقبل هذه المدينة، يرثها الأجيال منا قصصا وصورا وألوانا وأشكالا زاهية…. والحكاية لا تنتهي….