أعلن المدير العام لمجمع سوناطراك، توفيق حكار، أنه في إطار العقود التي تربطه بشركة ناتورجي، تم تسليم أكثر من 83 مليار متر مكعب من الغاز، لزبونه الإسباني خلال العشرية الأخيرة، مشيرا أن المفاوضات لا تزال متواصلة مع خمسة شركاء للمجمع بخصوص مراجعة أسعار الغاز الطبيعي الجزائري المصدر لهم وهي “جد متقدمة”، بعد أن تم التوصل إلى اتفاق مع ستة شركاء. وحسبما أكده المجمع في بيان له بمناسبة توقيع اتفاق يتعلق بعقود بيع وشراء الغاز الطبيعي بين الشركتين عبر أنبوب ميدغاز، فإن سوناطراك، ومن خلال العقود التي تربطها بشركة ناتورجي، قد سلمت خلال العشرية الأخيرة، أكثر من 83 مليار متر مكعب لزبونها الإسباني مما يسهم في تعزيز أمن التموين الغازي في هذه السوق”. وأضاف البيان، أن سوناطراك وشريكها ناتورجي قد اتفقا على “مراجعة أسعار العقود طويلة الأمد الموجودة للتموين بالغاز، وذلك على ضوء تطورات السوق، مما يضمن توازن عقودهما على أساس رابح-رابح”، مشيرا أن “توقيع هذا الاتفاق يعزز الشراكة طويلة الأمد بين سوناطراك وناتورجي، والتي تهدف إلى تعزيز موقعيهما في السوق الإسبانية”، كما اتفقت الشركتان على مواصلة محادثاتهما حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك. تجدر الإشارة، أنه قد وقع الاتفاق كل من الرئيس المدير العام لسوناطراك، توفيق حكار، والرئيس المدير العام لشركة ناتورجي، فرانسيسكو ريناس ماساني، بحضور اطارات الشركتين. في هذا الصدد، اعتبر الرئيس المدير العام لسوناطراك، هذا الاتفاق “بالهام جدا” والذي سيسمح للجانبين بمواصلة علاقات تعاونهما، مضيفا ان العلاقة بين الشركتين “تاريخية”، مشيرا أن العقد الأخير طويل الأمد بين الشركتين سينتهي في سنة 2031، مشيرا إلى “أننا سنواصل العمل معا الى غاية هذا التاريخ، ولما لا إلى ما بعد 2031″، قائلا “أننا شركاء في أنبوب غاز هو ميدغاز الذي يربط الجزائر مباشرة بإسبانيا وهي العلاقة التي يجب الحفاظ عليها وهو الأمر المهم بالنسبة إلينا”. من جانبه، أشار الرئيس المدير العام لشركة ناتورجي، إلى الطابع “التاريخي” للعلاقات بين الشركتين، مذكرا بأن الجزائر تعد الممون الرئيسي لبلاده بالغاز. وصرح حكار، خلال ندوة صحفية عقب مراسم التوقيع مع مجمع الطاقة الإسباني ناتورجي على اتفاقية تتعلق بعقود بيع وشراء الغاز الطبيعي التي تربط الشركتين عبر خط أنبوب الغاز ميدغاز، قائلا “بقي لنا بعض الشركاء ونحن في محادثات معهم وهي جد متقدمة، لكن لا يمكننا التحدث عن تاريخ التوصل إلى اتفاق. لدينا فرق تتحادث مع 11 زبونا وقد اتفقنا مع ستة وبقي منهم خمسة”. وتابع القول “هدفنا هو التوصل إلى مراجعة الأسعار مع كل زبائن سوناطراك”، مشيرا إلى أن المجمع أخطر جميع زبائنه العام الماضي حول طلبه بمراجعة أسعار الغاز المصدر، مضيف “كنا واضحين في طلبنا وهو مراجعة وتكييف الأسعار التعاقدية مع الأسعار المعروفة في الأسواق قصد الحفاظ على مصالحنا في السوق الغازية ولم نطالب بأسعار حرة”.
حكار.. الطلب على الغاز الطبيعي الجزائري موجود وسندرس حالة بحالة
وعن سؤال حول الطلب على الغاز الطبيعي الجزائري، قال حكار أن “هناك طلب موجود وسندرس حالة بحالة مع إعطاء الأولوية لمصالح الجزائر نحن نبحث عن أحسن تثمين لغازنا”. وبالعودة إلى العقد الموقع مع ناتورجي، أكد حكار أن المجمع الإسباني “متعامل تاريخي والعلاقة التي تربط سوناطراك به علاقة قديمة ومميزة باعتبار أن سوناطراك تمتلك أسهما في شركة ناتورجي التي هي شريك في قنوات نقل الغاز التي تربط الجزائر بإسبانيا “ميدغاز” (51 بالمائة سوناطراك وناتورجي 49 بالمائة، مشيرا إلى أن العلاقة “مميزة” معها باعتبارها تضمن تسويق الغاز الجزائري في السوق الإسبانية منذ أكثر من 30 سنة. وأوضح ان الاتفاق الموقع “يتعلق بمراجعة الاسعار تماشيا مع الاسعار المتداولة والمعروفة في السوق العالمية”، مضيفا بأن المفاوضات بين الطرفين دامت 10 أشهر وكانت “شاقة وغير سهلة لعدة اسباب، منها عدم وضوح الرؤية في السوق من ناحية الطلب ومن حيث الأسعار”. وقد أفضت المحادثات بين الطرفين إلى التوقيع على اتفاقية لـ”مراجعة العقود لمدة ثلاث سنوات كما هو متعارف عليه في العقد الأصلي لبيع وشراء الغاز الطبيعي”. وحول مسألة تسقيف أسعار الغاز، قال إن “الدول الأوروبية من أكثر الدول التي تعتمد ميكانيزمات السوق الحرة وتسقيف الأسعار لا يمت بأي صلة لهذه الميكانيزمات”، معتبرا أن تسقيف الأسعار “لا يخدم مصلحة السوق سواء المستهلكين أو المنتجين على المدى المتوسط والبعيد، خاصة مع غياب ميكانيزمات واضحة للسوق”.
سامي سعد