حقيقة حلم..

حقيقة حلم..

ترن الحروف تضيفها حرفا على حرف كما لو أنها ذهبٌ
ص ب ا ح ا ل خ ي ر
تنقشها على جُدُر الهواء وتختفي كالبرقِ
هل ما زلت أحلمُ؟
ربما…
لكنّ عطرا عالقا بأصابع الغيماتِ
أسمعه يزقزق فوق ألواح الزجاج الفجّ
ألمحه يغادر شرشف الفستان سربا من فراشاتٍ
تحطّ على الرصيف ولا تحطُّ
العطر نصّ وثيقة عجلى يوقّعها الرحيل نكاية في الصمتِ
أشجار من الدرّاق مثقلة الغصونِ
بحيرة رقصت على أطرافها بجعات تشيكوفسكي
**
أردّ ـ ولست أدري كيف فرّت من شفاهي الأحرف البلهاء فاغرة العيونِ
كأنها عقد تفرّطَ
صْصْصْصْصْصْــ .. صباح الخيرِ
أعلم أنّني شبح بهذا الشارع القفرِ
انتهيت إليه أحمل عبءَ منفايَ
انتهيت إليه ظلاّ باردا متدحرجا من ليلة دكناءَ
متكئا كدوري على فزّاعة الأرقِ
المساء يرشّ حبرا داكنا فوق الرؤوسِ
القبر مفتوحٌ… وكنت ممدّدا في الطين أنتظر القيامةَ
عائدا من ليلة دهماءَ
أمسك خيط صوتي
ثمّ أعقده على طرف السرير الشائك الخشبيّ
كي لا يستحيل غمامة ويطير
لا أحد سواي بهذه العتماتِ
كيف أتيت باسمة إذنْ؟
هل كنت أحلمُ؟
ربما… ما زلت أحلمُ؟

 

بوذراع ياسين نوري – قسنطينة-