يُؤكد سائقو الحافلات على أنهم مُلزمون بوضع حقيبة الإسعافات الأولية في حافلاتهم بموجب القانون الذي يُعاقب من يُخالف هذه التعليمة، ومع ذلك فهم يعترفون أن وضعهم لها شكلي فقط ومن أجل تجنب العقوبة.
قال عدد من المواطنين الذين يتنقلون عبر الحافلات إنهم كثيرا ما لاحظوا وجود حقيبة الاسعافات الأولية لكنها تكون مغطاة بالغبار وتحتوي على مواد منتهية الصلاحية، في حين يؤكد الغالبية أن استعمالها يكون في حدود ضيقة، خاصة وأن الحالات التي تتطلب الإسعاف يتم توجيهها إلى المصالح الاستشفائية، لجهلهم بأبجديات الإسعاف.
وجودها شكلي
أكد كل من تحدثنا إليهم من سائقي حافلات النقل الخاص أنهم يمتلكون حقيبة الإسعافات الأولية فقط لتجنب سحب رخصة السياقة ولكنهم لا يستعملونها مطلقا، فالحوادث التي يتعرض لها الركاب قليلة، حسب قولهم، كما أن الركاب يرفضون أن يقوم سائق الحافلة أو القابض بإسعافهم سواء لعدم الثقة بمعرفة السائق بأمور الإسعافات الأولية أو لانعدام النظافة الواضح من حقيبة الإسعافات الأولية المتسخة في غالب الأحوال، وهو ما قالته لنا الآنسة “نادية”، حيث أكدت أنها تفضّل التوجه إلى المصالح الاستعجالية على أن يقوم سائق حافلة منعدمة النظافة بإسعافها، وليس بسبب الوضع الصحي الذي تعرفه البلد فقط وإنما هذه قناعتها منذ سنوات.
بين جهل السائق وتخوف الراكب
وتضاربت آراء السائقين حول مفهومهم لمبادئ الإسعافات الأولية، ففي حين يرى البعض أنها بسيطة وليست سوى تعقيم الجرح بالكحول، ووضع بعض القطن عليه، يرى البعض الآخر العملية أعقد من ذلك ويتحرجون من القيام بها خوفا من أي تعقيدات كتعفن الجرح أو أن يتسبب في الكسر للراكب الذي يتخوفون من ردة فعله خاصة إذا كان المتسبب في الحادث هو السائق أو القابض.
وفي هذا السياق، روت لنا السيدة “يمينة” حادثة وقعت لسائق حافلة كانت تقلها من الحميز إلى العاصمة، هذا السائق أغلق الباب على يد أحد الركاب، فجُرحت أصابعه، وعندما حاول السائق إسعافه تشاجر معه الراكب باعتباره من تسبب له في الحادث.
رفض الركاب هو من يعيق العملية وليس الجهل بمبادئ الإسعافات الأولية
يحرص كل سائقي الحافلات على امتلاكهم لحقيبة الإسعافات الأولية، ليس من أجل استعمالها وإنما خوفا من سحب وثائقهم وتجنبا للدخول في مناوشات مع رجال الأمن، أما فيما يتعلق بتعلم مبادئ الإسعافات الأولية، فأكد كل من تحدثنا إليهم من سائقين وقابضي التذاكر، أن الإسعافات خطوات بسيطة، وأنهم لا يحتاجون إلى من يساعدهم على تعلّمها، ولكن رفض الركاب تطبيقها هو المشكل الذي يصادفهم.
محتويات حقيبة الإسعافات الأولية.. للجروح وللآلام أيضا
تحتوي علبة الإسعافات الأولية، على بعض الأدوات الضرورية التي يتم اقتناؤها من الصيدلية، والمتمثلة في محلول التعقيم، القطن، الضمادات، المقص وخيط إيقاف النزيف، ومؤخرا أضيفت للقائمة أقراص ألم الرأس خاصة بالنسبة للسائقين، الذين يقومون برحلات طويلة، ليستعملها السائق أو الركاب.
ق.م