أولا: اعلم أن القرآن رسالة من الله تعالى إليك؛ فكلنا مخاطبون بهذا القرآن، فما من آية إلا ولنا فيها حُكم أو عقيدة أو عبرة وعِظة، لذا يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “إذا سمعتَ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ في كتابه: ” يَا أيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ” فأصْغِ لها سَمْعَك؛ فإنَّه خيرٌ تُؤمَرُ به، أو شرّ تُصرَفُ عنه”.
ثانيا: اعلم أن في إقبالك على القرآن تجارة رابحة؛ أجرٌ عظيم، وثواب جزيل، وعطاء وكرم من الله الكريم، لمن أقبل على كتابه يتلون ويأخذ بأحكامه. فقد قال سبحانه: ” إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ “.
ثالثا: بقدر إقبالك على كتاب الله يكون منزلك ومقامك في الجنة؛ فعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها” صححه الألباني .
رابعا: بإتباع القرآن والتمسك بهديه تكون العصمة من الغواية والضلالة؛ فقد قال ربنا سبحانه: ” …فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى “.
خامسا: يأتي القرآن ليشفعَ لمن كان من أهله في الدنيا.. فعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صوافّ، تحاجّان عن أصحابهما. اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة” أخرجه مسلم.