حقوق الطفل في الإسلام

 حقوق الطفل في الإسلام

 

لقد اعتنى الإسلام بالطفل، من قبل وجوده؛ فهيأ له أسرة طيبة، تتكون من والد تقي، ووالدة صالحة، فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم الزوجة وأهلها بقوله “إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ” رواه الإمام الترمذي. وحث الزوج بقوله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين ” فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يداك “، وحث كذلك جميع المسلمين والمسلمات فقال صلى الله عليه وسلم “اخْتَارُوا لِنُطَفِكُمُ الْمَوَاضِعَ الصَّالِحَةَ” رواه الدراقطني. كل ذلك من أجل تنشئة الطفل بين أبوين كريمين يطبقان شرع الله، ويرسمان الطريق السوية لحياة الأبناء؛ فأول حق للطفل، أن يوفق الله أبويه لحسن اختيار أحدهما للآخر .. فإذا تم الاختيار، توجه الأبوان الصالحان بالدعاء، في خشوع وإنابة، إلى ولي الصالحين “رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” الفرقان :74.

ومن حق الطفل في الإسلام أن يرضع من حليب أمه؛ لقول الله جل وعلا “وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ” وقد ثبتت قيمة هذه الرضاعة وأثرها على الطفل صحيا ونفسيا. ومن حقوق الطفل في ديننا الحنيف ملاعبته وملاطفته، أورد الإمام البخاري في صحيحه قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال “من لا يَرحم لا يُرحم”. وكذلك من أهم حقوق الطفل في إسلامنا العظيم حقه في التربية.. وأساس التربية، أن نرعى فيه من أيامه الأولى بذرةَ لا إله إلا الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي جعلها الله تبارك وتعالى في فطرة كل مولود؛ جاء في الصحيحين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”؛ فكل مولود يأتي إلى دنيا الناس مسلما موحدا، تلك هي بعض حقوق الأطفال في دين الإسلام، وهم أمانة نتحمل جميعا مسؤولية رعايتهم وحسن تربيتهم، والبلوغ بهم إلى سن رشدهم؛ ليكونوا خير خلف لخير سلف.