مازال مرض السرطان يُشكل محور بحث العلماء رغم مرور سنوات على ظهوره، كما لا يزال الكثير من الناس يتساءلون عن بعض تفاصيله، لذا سنذكر في المقال التالي أبرز هذه التساؤلات مرفقة بأجوبة المختصين.
ما هي أبرز أسباب مرض السرطان؟
يقول الباحثون إنه لا يوجد سبب معين للسرطان، فالسرطان خلل في البنية الجينية للخلية، وهناك أسباب عدة، بعضها موروث وبعضها مكتسب، إذ أن حوالي 10% من الحالات تكون وراثية تنتقل من الأبوين إلى الأبناء.
أما الأسباب المكتسبة فتنتج عن عدة أمور تتعلق بأسلوب حياتنا، منها التدخين ونوعية الأكل والشرب والسمنة، إضافة إلى بعض الفيروسات التي تسبب السرطان كفيروس الكبد. ورغم وجود تفسير لنحو 50% من حالات السرطان، يبقى 50% منها بلا تفسير.
ما هي أبرز أعراض السرطان؟
يمتلك السرطان أعراضا خاصة وأعراضا عامة، فالأعراض الخاصة تختص بنوع السرطان والعضو المصاب، كوجود ورم، أو كتلة، أو تغيير في الجلد.
وأما الأسباب العامة، فترتبط عادة بحالات السرطان المتقدمة، مثل الضعف العام، نقص الوزن، نقص بالشهية، تجمع السوائل، الألم الشديد.
ما هي أخبث أنواع السرطان؟
يعتبر سرطان البنكرياس من أخطر السرطانات، لأن 15% فقط من حالاته قابلة للعلاج، إضافة إلى ذلك هناك نوع آخر من الأورام الشرسة وهو ورم الدماغ الذي يسمى “جليوبلاستوما” ويصيب الناس في عمر الأربعينيات والخمسينيات وهو منتشر بكثرة نسبيا.
وأكثر أنواع السرطان فتكا، ويؤدي إلى الوفاة هو سرطان الرئة، حيث أنه مسؤول عن عدد كبير من الوفيات سنويا، وكذلك سرطان الكبد والقنوات المرارية أيضا يعد من السرطانات الشرسة.
كيف نعرف أن السرطان في مراحله الأولى؟
كقاعدة عامة كلما كان حجم السرطان أصغر كان في مراحله الأولى، لكن المختصين لا يستطيعون تأكيد الإصابة ما لم يتم درسه في المختبر، ومعرفة أنه لم يخترق جدار العضو المصاب بكامل سمكه، أو عندما نجري الفحوصات الشعاعية والنووية فنتأكد أنه ما زال في موضعه، ولم ينتقل إلى أماكن أخرى كالغدد الليمفاوية أو أعضاء أخرى من الجسم.
متى تبدأ أعراض السرطان بالظهور؟
يختلف الأمر من سرطان إلى آخر، فبعض أنواع السرطان يمضي سنوات قبل أن يكشف نفسه وقبل أن يُعلن عن نفسه، لكن أنواعا أخرى من السرطان تتضاعف -هناك شيء يسمى بالطب وقت التضاعف وهو الوقت الذي يتضاعف فيه- في حدود الأسابيع القليلة.
فسرطان كل من الرئة والبنكرياس يظهران خلال أسابيع، أما البروستات والثدي، فبطيئة جدا وقد تأخذ سنوات إلى أن تكشف عن وجهها الحقيقي.
ما هي أسهل أنواع السرطان؟
هناك إجابة عامة وأخرى خاصة، فالإجابة العامة، هي أنه كلما كان السرطان مبكرا، كان أقل شراسة ويمكن التعامل معه.
والإجابة الخاصة، برأيي، أن سرطان الغدة الدرقية هو أقل شراسة، حيث إن نسبة الشفاء فيه 98 إلى 100%، إذا كان الشخص في المرحلتين الأولى والثانية.
ويليه أحد أنواع سرطان الخصية، وسرطان البروستات عند كبار السن عادة هو أيضا سرطان غير قاتل، وقد يموت المريض بأسباب أخرى تتعلق بالقلب أو غيره، وليس بالسرطان. ثم يأتي سرطان الثدي إذا اكتشف مبكرا، وسرطان الغدة اللمفاوية من النوع الهودجكني.
ما أبرز أعراض السرطان المبكرة عند النساء؟
سرطان النساء، والمقصود بذلك ما يصيب الأعضاء النسائية، فهناك أعراض مبكرة وأعراض متأخرة.
الأعراض المبكرة، منها النزف المهبلي، النزف خلال الجماع، عودة الطمث أو الدورة الشهرية بعد أن تكون قد انقطعت، في سن اليأس حيث يجب ألا يعود هذا الدم.
وقد ينزل أيضا دم ما بين الدورتين الشهريتين، أو بعض الإفرازات المائية التي تكون مختلطة ببعض الدم أو لها رائحة كريهة.
فهذه الأعراض ليست بالضرورة أعراض السرطان، لكن هذا ما يسمى علامة إنذار، وهنا يجب أن تذهب المريضة إلى طبيبة نسائية لفحصها ولتتأكد أن هذا هو ناتج عن السرطان وليس التهابا، لأن بعض الالتهابات تنتج الأعراض نفسها.
ما أبرز أعراض السرطان المبكرة عند الرجال؟
عند الرجال يعتمد على نوع السرطان، فإذا تحدثنا عن سرطان البروستات وهو من أكثر السرطانات شيوعا عند الرجال، فهو سرطان صامت في مراحله المبدئية ولا يؤدي لشيء.
وعادة ما يكون سرطان البروستات عند اكتشافه بمجال المليمترات، لذلك يمكن التعامل معه، لكن إذا تأخرنا بالتشخيص وكبر فعادة يصبح التبول أكثر من المعتاد. وفي بعض المرات يؤدي إلى منع التبول أو خنق مجرى البول بحيث يصبح إفراغ المثانة من البول صعبا جدا. لكن كل في مراحل متأخرة.
وأما سرطان الرئة وهو السرطان الثاني عند الرجال فيتعلق عادة بالسعال أكثر من اللازم أو النزف أو خروج دم من الجهاز التنفسي. وعند تطوره تصبح هناك سوائل حول الرئة، وعندها يعاني المريض من صعوبات التنفس ونقص الأكسجين.
هل يمكن فعلا قتل الخلايا السرطانية عبر تجويعها ومنع السكر عنها؟
هذه إحدى الأساطير حول مرض السرطان، فأي خلية -عادية أو سرطانية- عند الانقسامات تحتاج إلى طاقة والطاقة أحد مصادرها هو السكر، لذلك لا يوجد أي أساس علمي يفيد بأن تجويع الخلية يؤدي إلى الشفاء من السرطان، إذ لا نستطيع أن نقول للجسم استخدم هذا السكر لهذه الخلية أو تلك.
فإن جوعت الخليتين، قد أحرم الجسم من طاقة لمكافحة السرطان وللتغلب عليه ولتحمل العلاجات. ومصدر الطاقة ليس فقط السكر، فهناك السكريات البسيطة والكربوهيدرات المهمة جدا للجسم.
وحتى هذه الخلية إذا لم تجد لا هذه ولا تلك قد تلجأ إلى الدهنيات لتحصل على الطاقة أو إلى البروتينات. فلا نريد أن نوصل الخلية لتبحث عن البروتينات والدهنيات لتمدها بالطاقة اللازمة. لذلك الاعتدال في السكر هو الأساس، لا التجويع.
هل ما يسمى بفيتامين “بي 17” علاج سحري للسرطان؟
هذه المادة التي تسمى “ليتريل” بي 17 موجودة في المكسرات أو في لب من فاكهة موجودة في بعض الخضروات بكميات قليلة، عندما يأخذها الإنسان بكميات كبيرة فتتحول داخل الأمعاء إلى مادة السيانيد السامة، ومن هنا جاءت الأسطورة أن مادة السيانيد قد تقوي المناعة وقد تقتل الخلية.
وهناك دراسات، لكن غير معتمدة، وهي أنه في الظروف المخبرية قد تقتل الخلية، لكن ضرر هذه المادة أكبر من نفعها، فمادة السيانيد سامة للجهاز العصبي، وسامة كذلك للكبد والجهاز الدوري.
وفي بعض الجرعات العالية قد تؤدي إلى الوفاة.
ق. م