تمّ، مساء الأحد، بقاعة سينيماتيك بالجزائر العاصمة، تقديم العرض الشرفي الأول للفيلم الوثائقي الطويل “البخاري حمانة، فيلسوف الثورة الجزائرية” للمخرج الجزائري أحمد بن دريس، والذي يستعرض حياة ومسار المفكر والمجاهد والإعلامي البخاري حمانة، وذلك خارج المنافسة الرسمية للطبعة الـ 12 لمهرجان الجزائر الدولي للفيلم.
ويسلط هذا العمل التوثيقي التاريخي، المنجز خلال السنة الجارية، بدعم من وزارة الثقافة والفنون، الضوء على المسار الدراسي والنضالي وغيره من أوجه النبوغ للبخاري حمانة، باعتباره قامة من قامات الفكر والمعرفة بالجزائر وأحد المراجع في الدراسات الفلسفية في الجامعة الجزائرية. وفي ساعة و13 دقيقة، ومن خلال الشهادات الحية لعائلة البخاري حمانة وطلبته وأصدقائه ومن الأرشيف، عاد الفيلم أولا إلى بدايات المفكر بمسقط رأسه قمار بالوادي التي ولد بها في 1937 ودرس بها أيضا قبل أن يكمل تعليمه بجامعة الزيتونة بتونس وينتقل بعدها إلى جامعة القاهرة. وبدأ البخاري حمانة – حسب الفيلم- مشواره النضالي في مرحلة مبكرة، حيث كان عضوا في جبهة التحرير الوطني منذ سنة 1954 ورئيسا للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين بالقاهرة في الخمسينيات، كما كان “أول طالب جزائري تحصل على منحة دراسية مشتركة من جبهة التحرير الوطني ومصر”. وبحس بصري هادئ وقراءة سينمائية واعية، يبرز المخرج، وهو أيضا كاتب السيناريو، جانبا من “علاقات الصداقة” التي ربطها الراحل البخاري حمانة مع عدة رؤساء، على غرار هواري بومدين، جمال عبد الناصر، معمر القذافي، صدام حسين، ياسر عرفات، جوزيف بروز تيتو. كما كان الراحل أيضا مديرا لمكتب وكالة الأنباء الجزائرية بالقاهرة والمشرق العربي (1966 – 1972) ومساندا للقضية الفلسطينية وكان يحظى باحترام كبار المفكرين والدبلوماسيين، على غرار الديبلوماسي الأمريكي هنري كسينجر، الى جانب مساره كباحث، حيث أسس أول جمعية جزائرية للفلسفة في 1998.
ويكشف الوثائقي أيضا عن أفكار البخاري حمانة وخصوصا في كتابه “فلسفة الثورة الجزائرية”، وأيضا كتب أخرى صادرة باللغتين العربية والفرنسية منها “تأملات في الدنيا والدين” و”الإدراك الحسي عند الغزالي” و”التعلم عند الغزالي” و”ابن خلدون، حياته وآثاره”، إلى جانب نزعته الصوفية.
ب\ص