الأخلاق النبوية

حسن تعامله صلى الله عليه وسلم مع أعدائه

حسن تعامله صلى الله عليه وسلم مع أعدائه

ومن فن تعامله صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة أنه وضع ميثاقاً في غاية الدقة، وحسن السياسة. فألف بين سكان المدينة من الأنصار والمهاجرين وجيرانهم من طوائف اليهود وربط بينهم فأصبحوا به كتله واحدة يستطيعون أن يقفوا في وجه كل من يريد أهل المدينة بسوء. وثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال لرسولي مسيلمة الكذاب لما قالا عن مسيلمة: إنه رسول الله: “لولا أن الرسل لا تُقتل لقتلتكما”. وقال صلى الله عليه وسلم “من كان بينه وبين قوم عهد فلا يُحلَّن عقداً، ولا يشُدنه حتى أمدُهُ، أو يَنْبِذ إليهم على سواء”. ولما أسرت قريش حذيفة بن اليمان وأباه أطلقوهما، وعاهدوهما أن لا يقاتلاهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا خارجين إلى بدر، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم “انصرفا، نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم”. وفي معركة بدر عندما أسر المسلمون سبعين رجلاً من المشركين قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: “استوصوا بالأسارى خيراً” فانظر إلى هذا التعامل مع أعداء محاربين يريدون أن يقضوا على الإسلام والمسلمين ويقول للصحابة “استوصوا بالأسارى خيراً”. ومن تعامله العظيم صلى الله عليه وسلم ما فعله مع كفار قريش بعد الفتح: قال صلى الله عليه وسلم “يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟” قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم قال: “اذهبوا فأنتم الطلقاء” فعفا عنهم بعد أن أمكنه الله تعالى منهم، فضرب بذلك المثل في تعامله صلى الله عليه وسلم في العفو والصفح على الجناة بعد القدرة عليهم والتمكن منهم. وكذلك من أعظم المواقف موقف الرسول مع أهل الطائف حيث قال لملك الجبال لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله.