حسنة شعبان تهدي إلى حسنات رمضان

حسنة شعبان تهدي إلى حسنات رمضان

 

روى البخاري ومسلم في الصحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا “. خطوة تدل على خطوة، وعمل يهدي إلى عمل، فمن عمل حسنة فتح له باب حسنة أخرى ومن عمل سيئة فتح له باب سيئة غيرها. وفي شهر شعبان الذي يسبق رمضان، كان حال النبي صلى الله عليه وسلم يختلف عن بقية أيام العام، فيراه الصحابة وهو يكثر من الصيام حتى ربما صامه كله بل ربما وصل صيامه بصيام رمضان، وإذا ما تأملنا في القرآن وقراءته فإننا سنقف عند قول السلف أن شعبان شهر القراء من كثرة ما كانوا يقرؤون فيه من القرآن، وهنا سؤال لماذا كانوا يصومون ويقرؤون القرآن في شعبان رغم أن رمضان هو شهر الصيام والقرآن؟. فتأتي الإجابة ” ضمن مفهوم الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة ” حسنة شعبان تفتح للمسلم حسنات رمضان والعمل الصالح يهدي إلى العمل الصالح.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية “فإن الحسنة تدعو إلى الحسنة والسيئة تدعو إلى السيئة”. إنه قانون وناموس ” فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ” الليل: 5 – 7. فإذا أردت أن تيسر لك الحسنات في رمضان فافتتح الحسنات من شعبان، وقال الإمام ابن رجب الحنبلى رحمه الله: “قيل في صوم شعبان أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط. ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وتتعود النفوس بذلك على طاعة الرحمن. قال سلمة بن كهيل: كان يقال: شهر شعبان شهر القراء، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القرّاء. وكان عمرو بن قيس الملائي: إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرّغ لقراءة القرآن.