تحصلت الجزائر على المرتبة 39 من بين 167 دولة حول العالم، لأكثر الشعوب انخراطا في التضامن الوطني وتقديم المساعدات للفئات الأكثر هشاشة واحتياجًا في بلادهم.
علاوة عن ذلك، تم تصنيف الجزائريين أيضًا بين أكثر الشعوب كرمًا في العالم خلال عام 2020، حيث احتلت الجزائر المرتبة 55 في العالم من حيث التبرعات ومشاركة المواطنين في المنظمات الخيرية، من بين 167 دولة منتشرة في جميع أنحاء العالم.
التصنيفان حددا من قبل المعهد البريطاني Legatum، وهو مركز أبحاث مستقل مقره في لندن ويمول من قبل صندوق الاستثمار الدولي.
وجاء تصنيف الجزائر في هذه المراتب بعد زيادة النشاطات التضامنية تزامنا مع انتشار وباء كورونا، أين ضرب الجزائريون أروع الأمثلة في التضامن والتكافل والتوعية والتحسيس من خلال زيادة وتيرة النشاطات الجمعوية وتفعيل لجان الأحياء في توعية المواطنين والمساهمة في تعقيم الأماكن العمومية والمدارس والمساجد وتنظيم المواطنين في مراكز البريد وتوزيع الملايين من الأقنعة الواقية على المواطنين مجانا ناهيك عن توفير مواد التعقيم في المدارس والمساجد..
كورونا زادت من العمل التطوعي
منذ بداية أزمة كورونا اختار عدد من الشباب إطلاق مبادرات تطوعية فردية، تهدف إلى مساعدة الأسر على البقاء في منازلهم، خاصة تلك التي بها مسنون أو مرضى؛ من خلال تلبية كل احتياجاتهم. وذهب البعض الآخر إلى أبعد من ذلك، حين وضع ما يملك من عتاد؛ كسيارة أو مهنة في الخدمة بدون مقابل من باب التضامن والتكافل الذي كان موجودا أصلا لدى الجزائريين.
التطوع واجب إنسانيّ
البداية كانت مع الشاب حمزة من بلدية براقي، الذي اختار بعد أن ينهي دوامه، أن يضع نفسه في خدمة أي عائلة عاجزة عن تلبية احتياجاتها، وتحديدا العائلات التي بها مسنون، حيث وضع رقم هاتفه على صفحته في فايسبوك، وطلب من كل من يحتاج المساعدة الاتصال به بعد الساعة الخامسة مساء، وهو الوقت الذي ينتهي فيه دوامه من العمل.
وأوضح حمزة أن التفكير في التطوع في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها الجزائر على غرار كل دول العالم، جاء بعدما أحس بمعاناتهم انطلاقا من كونه يعيش مع جدته التي تجاوزت عتبة السبعين، والتي لا يمكنها الاستغناء عن خدماته، الأمر الذي جعله يقرر التطوع لخدمة كل من لا يستطيع الخروج من منزله في حدود العاصمة لأنه لا يستطيع الابتعاد عن جدته.
وعن نوعية الخدمات المطلوب منه تلبيتها، كان أغلب من اتصل به يطلبون منه القيام ببعض الخدمات؛ كشراء بعض اللوازم، لافتا إلى أنه يؤمن بالعمل الذي يقوم به رغم خطورته لاحتمال أن يصاب بالعدوى، غير أنه، في المقابل، يتخذ كل التدابير الاحترازية حتى لا يصاب، مشيرا إلى أنه على مستوى الشركة التي يعمل فيها، تم توفير كل أدوات السلامة التي تضمن لهم العمل في ظروف آمنة، وخارج العمل يحتاط بنفس الطريقة خلال نشاطه التطوعي؛ من خلال الأخذ بكل تدابير السلامة.
مستمر منذ بداية الوباء
من جهته، قال حسام عن التجربة التي يخوضها منذ بداية الوباء يوميا في التوعية ضد فيروس كورونا؛ من خلال حث المواطنين على ضرورة التحلي بتدابير الوقاية، والبقاء في منازلهم، والترويج للأرقام الخضراء التي وُضعت في الخدمة من طرف المصالح الصحية ومصالح الحماية المدنية، وغيرها من الأرقام التي تهدف إلى تأمين أكبر حماية لكل المواطنين في مختلف المجالات.
وعن تجربته، قال إن أولى النشاطات التي قام بها قبل أن يُفرض حجر التجوال، توزيع المطويات، وتنظيم أيام تحسيسية بالفيروس. وبعد أن تفشى الوباء وبالتنسيق مع مصالح بلدية الجزائر الوسطى، تطوع لقيادة سيارة وتنبيه الناس باستعمال مكبرات الصوت، إلى ضرورة البقاء في المنازل، والحرص على الوقاية، والالتزام بالتدابير الاحترازية التي دعت إليها وزارة الصحة، لافتا، بالمناسبة، إلى أنه يثمّن كمتطوع، كل القرارات التي أصدرها رئيس الجمهورية منذ بداية الفيروس.
ل. ب