الجزائر- خرج المنتخب الوطني، السبت، من حسابات التأهل إلى كأس العالم 2018، بصفة نهائية ولو أن الحسابات الرياضية الرقمية تبقي بعض الأمل الضعيف جدا، والذي لا تعترف به كرة القدم على الإطلاق، بعد أن
سقط في زامبيا بثلاثة أهداف لهدف، ليتجمد رصيد “الخضر” عند النقطة الوحيدة من أصل تسع نقاط، في حين تتصدر نيجيريا المرشحة للتأهل مجموعة الجزائر بتسع نقاط كاملة جمعتها من ثلاث مباريات، ليضيع بذلك زملاء براهيمي فرصة التواجد في المونديال للمرة الثالثة على التوالي، وترك هؤلاء الانطباع خلال لقاء زامبيا بأن أياما عصيبة في انتظار التشكيلة الوطنية مستقبلا.
والغريب أن الناخب الوطني لوكاس ألكاراز ورئيس الفاف خير الدين زطشي، خرجا بعد مباراة زامبيا والإقصاء من المونديال، بتصريحات تبريرية دون الاعتراف بالأخطاء والمسؤولية في الإخفاق، حيث لام المدرب الإسباني الحكم على عدم احتسابه لضربة جزاء للمنتخب الوطني، متناسيا أنه أخرج لاعبا زامبيا بالبطاقة الحمراء، ما سمح لزملاء بن طالب باللعب لمدة 40 دقيقة متفوقين عدديا دون نتيجة، في حين أن زطشي الذي أصر على جلب ألكاراز، استبعد تغيير المدرب وتحدث عن دراسة وضعية “الخضر” بعد لقاء العودة أمام زامبيا هذا الثلاثاء بقسنطينة دون الإشارة لا من بعيد ولا من قريب إلى حجم وهول الإخفاق المونديالي.
وكشفت مجريات مباراة زامبيا وخسارة “الخضر” بنتيجة ثقيلة وبثلاثية كاملة، المهازل الدفاعية المتكررة للتشكيلة الوطنية، رغم العديد من التغييرات التي طالت هذا الجانب في الأشهر الأخير وتداول عدة أسماء على منصبي قلبي الدفاع، آخرها كان المدافع الياس حساني القادم من الدوري البلغاري، والذي تسبب في تلقي المنتخب الوطني لهدفين في الشوط الأول بطريقة ساذجة، كما كان بعيدا جدا عن المستوى العالي ما دفع ألكاراز إلى تغييره مباشرة بعد بداية الشوط الثاني، وهو الذي كان قرر إشراكه لأول مرة مع “الخضر” وفي القارة السمراء التي لا يعرفها إلا من شاشات التلفزيون.
وارتكب خط دفاع المنتخب الوطني الكثير من الأخطاء في الشوط الأول، خاصة في ظل وجود حساني إلى جانب بن سبعيني في وسط الدفاع وماندي على الجهة اليمني، حيث غاب التنسيق بين هذا الثلاثي، ووجد الزامبيون سهولة كبيرة جدا في اختراق دفاع المنتخب الوطني، حيث ظهرت شوارع في منطقة عمليات الحارس مبولحي، ذكرت الجزائريين بمجريات لقاء نيجيريا في الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم 2018، والأخطاء البدائية التي ارتكبها آنذاك بلقروي وماندي، فضلا عن زميلهم بلخيثر خلال “كان 2017″، وزفان خلال مباراة الكاميرون في افتتاح تصفيات المونديال، ليتأكد مرة أخرى بان دفاع المنتخب الوطني سيبقى بدون حلول فعلية إلى وقت بعيد، في ظل محدودية الخيارات الخارجية والمحلية في الفترة الحالية.
وبعد البداية الكارثية لحساني وتغييره في الشوط الثاني، يكون الأخير قد رهن بشكل كبير مستقبله مع “الخضر”، حيث لن يحظى مستقبلا بثقة لا ألكاراز ولا مدرب آخر بسبب المردود المقدم أمام زامبيا، ليتكرر معه سيناريو الثلاثي بلقروي وبلخيثر وزفان، الذي خرج من حسابات المنتخب الوطني بعد أخطائهم الدفاعية الكارثية والشبيهة بأخطاء حساني في لقاء السبت، في وقت كان مبولحي ومجاني قد دافعا بقوة عن حساني خلال الندوة الصحفية التي عقدت قبل التنقل إلى زامبيا وردا على المشككين في قدراته، واصفين إياه بالمدافع الجيد وصاحب التكوين الممتاز قبل أن تكشف مباراة زامبيا عكس ذلك تماما.