الجزائر- وسع حزب الاستقلال المغربي، الذي يمثل العقل المنظر لسياسة التوسع المخزنية في المنطقة، من دائرة “تكالبه” على دول الجوار لتطال موريتانيا بصفة غير مسبوقة وذلك في أعقاب موقفها الرسمي من العلاقات الثنائية مع الرباط والقضية الصحراوية .
يقود حزب الاستقلال المغربي تهجمات صريحة على الموقف الرسمي الموريتاني في خطوة تعبر عن حالة “اليأس” والإحباط الذي يشهده نظام المخزن خاصة وأن الأمر يتعلق بموقف دولة مصنفة كعضو ملاحظ في الملف الصحراوي إلى جانب الجزائر ، حيث قال هذا الاخير إن موقف نواقشط “لا يعدو أن يكون رجع صدى لسياسة الجزائر في المنطقة”، وإن موريتانيا “تخلّت عن حيادها” فيما يتعلّق بالوضع في الصحراء، كما “قبلت أن تلعب دور المناولة للجزائر”، ما يعد تجاوزا صريحا في لغة الخطاب السياسي تجاه دولة جوار.
وتعكس الخطوة الاستفزازية التي أقدم عليها حزب الاستقلال المغربي تجاه موريتانيا عن حجم “الانزعاج” المغربي من التقارب الجزائري الموريتاني وتطابق وجهتي نظرهما وموقفهما بشأن ملف الصحراء الغربية التي يعدان فيها العضوين الملاحظين، وقد اتضح ذلك أكثر في حادثة “الكركرات” التي تعاملت معها نواقشط بموقف حازم بعدما أمر الرئيس الموريتاني الذي تجاوز “مهلة الصمت” التي طغت على موقف نواقشط في بداية الازمة وهو ما جعل الدوائر السياسية للمخزن ممثلة في حزبه التوسعي المتطرف حزب الاستقلال يتهجم على مورتانيا .
وكانت تقارير إخبارية قد أفادت أن قوات موريتانية وقوات جبهة البوليساريو دخلت مساء الخميس إلى الجمعة الفارط في منطقة الكركرات، في مواجهة مع 3 إلى أربع سيارات عابرة للصحاري وتمكنت من تعطيل بعضها بينما لاذ البعض الآخر بالفرار ليتضح فيما بعد أن الامر على علاقة بتجارة المخدرات، حيث أعلنت جبهة البوليساريو عن تمكن وحدة من قواتها المرابطة في منطقة الكركرات من “احتجاز سيارتين رباعيتي الدفع وحمولتهما، المكونة من المخدرات الآتية من المملكة المغربية”.
وكان شباط قد استحضر المخطط التوسعي للمملكة والذي أدرج موريتانيا ضمن أراضيها وحاول حزب الاستقلال توضيح تصريحات أمينه العام: “جاءت في سياق استحضار مرحلة من تاريخ المغرب المعاصر”، لافتًا إلى أن” طرح موضوع موريتانيا لم يكن بهدف الهيمنة والتوسع، بل كان توظيفا لحقائق التاريخ والجغرافية”