حرب الحب أشد من حرب السلاح ..

elmaouid

 في ذلك الزمن المر كانت الحرب قائمة في بلادي أخذت القوات العسكرية تجند الشباب وكنت واحدا من المجندين، تركت زوجتي حاملا في شهرها السادس مرت سنتان وبيني وبين عائلتي سوى رسائل اطمئنان …

ولدي (صابر) طلبت من زوجتي أن تسميه صابر لكي تأخذ زوجتي القوة والصبر من اسم ابننا الغالي .. ولكي يصبر على فراق والده ..عمره الآن سنتان قلبي يخفق بشدة أريد أن احتضن ولدي أريد أن أراه ..ترى هل يشبهني أم يشبه أمه ..

آخر رسالة تقول زوجتي إن صابر أصبح ينطق أول الكلمات وأولها كانت كلمة (ماما) ..تساءلت في نفسي لم لم يقل (بابا) ..

لم تسقط دموعي من قصف العدو الدامي بل سقطت لأجل الاشتياق لولدي الغالي ..

عائلتي كانت السبب في بقائي على قيد الحياة كنت أريد البقاء حيا على أمل اللقاء ..

جاء اليوم المشؤوم وقعت بين يدي العدو أخذوني أسيرا عذبوني لكي أتحدث وأخون بلادي وهل أخون الأرض التي تحمل عائلتي ..صدمات كهربائية، تقطيع أصابعي، وضعوا فوق صدري الجمر …..الخ

كان اشتياقي لعائلتي أكبر من تعذيبهم ونار الشوق كانت تطفئ نار الجمر ..استمروا في تعذيبي أزيد من خمسة أشهر ..صبرت لأجلكما ياصابر ويا أم صابر لن أبيع الأرض التي تحملكما ..انتهت الحرب وبقيت مسجونا مرت سنتان دون رسائل ..أطلق سراحي ابني الآن عمره تقريبا خمس سنوات ترى كيف حاله وكيف حال زوجتي ..

أتى الفرج من الله والحمد لله وأخيرا أنا الآن في طريق العودة إلى عائلتي أنتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر ..حين احتضن ابني وزوجتي ..وصلت إلى بيتي لم أجد شيئا أين زوجتي وأين ولدي ..!!!

تزوجت زوجتي ظنا منها أنني مت في الحرب ..لم تنتظرني لم تنتظرني لم تنتظرني …يا ليتني قتلت في ساحة الحرب ..أفضل من الموت في خيانة الحب ..