بدأت إخفاقات الحرب على غزة تظهر جلياً داخل الأوساط السياسية والعسكرية الصهيونية، من خلال كيل الاتهامات وتوزيع الإخفاقات، حيث اتضح خلال عملية طوفان الأقصى، مدى تطور قدرات المقاومة، مقارنة مع الحروب السابقة، ومن خلال حجم الخسائر المادية والبشرية التي يتكبّدها جيش الاحتلال والمستوطنين. وكرّست عملية طوفان الأقصى وملاحم الصمود والمواجهات المباشرة في صدّ العداون، مشروع المقاومة باعتباره الأكثر شعبية وقبولاً لدى الشعب الفلسطيني ومؤيديه والمتضامنون معه في كافة أنحاء العالم. فالشعب الفلسطيني، أصبح أكثر إصراراً على الفعل الكفاحي، والتمسك بالمقاومة باعتبارها فكرة لا تموت ومتجذرة عميقاً في المجتمع الفلسطيني، كما أن الرواية الفلسطينية بعد حرب الإبادة الجماعية والتدمير وارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى أصبحت أكثر قبولاً وانتشاراً. ومن المؤشرات التي ظهرت منذ بدء العدوان على غزة وحتى اليوم يمكن ذكر ما يلي:
ـ إخلاء المستوطنين من كافة المستوطنات في غلاف غزة ومستوطنات الشمال بفعل صواريخ وضربات المقاومة التي لم تتوقف ساعة واحدة. وقد أظهرت وسائل الإعلام العبرية، نصب خيام لهؤلاء المستوطنين في منطقة إيلات.
ـ فرار عدد كبير من أصحاب جوازات السفر الدولية، وقد غادر عبر مطار بن غوريون خلال الأسبوع الأول من العدوان أكثر من مائة ألف مستوطن مع التأكيد بأن انتصار غزة سيرفع من أرقام الهجرة العكسية بشكل كبير.
ـ إغلاق غالبية المطارات وإغلاق عدد كبير من المراكز الحيوية وخاصة الاقتصادية منها.
ـ دخول غالبية المستوطنين إلى الملاجئ هرباً من القصف الصاروخي للمقاومة من الجنوب والشمال وتمركز أكثر من 80 بالمائة منهم في منطقة تل أبيب وغوش دان أو ما بات يعرف باسم دولة الوسط.
ـ هزيمة الكيان إعلامياً، وتحوّل آلة الدعاية الصهيونية من موقع الهجوم إلى موقع الدفاع عبر ضخ الأكاذيب والتعتيم على حرب الإبادة الجماعية والمجازر المرتكبة بحق الأطفال والنساء والشيوخ ودور العبادة والمؤسسات الطبية والمستشفيات.
ـ كشف مدى عمق الانقسام والارتباك والخوف، والتناقضات داخل المؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية في الكيان الصهيوني الذي تحول إلى عبء على الولايات المتحدة والغرب المنهك اقتصادياً.
ـ كشف زيف ونفاق المجتمع الدولي في قضايا حقوق الإنسان والسكوت على الجرائم ضدّ الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الذي ظهرت قيادته كعصابة إجرامية تشكل خطراً كبيراً على القيم الإنسانية واعتبرت بنظر الكثير من الشعوب الغربية بأنها الأكثر دموية وتوحشاً في العالم.
ـ تمسك المقاومة بمواقفها وخاصة على صعيد إطلاق جميع الأسرى من داخل سجون العدو.