الجزائر- طلبت الجزائر من تونس مزيدا من التنسيق الأمني، وعدم اتخاذ قرارات انفرادية تتعلق بالقضايا الأمنية المشتركة بين البلدين تتعلق بمحاربة الإرهاب والتهريب والاتجار بالأسلحة والمخدرات.
ودعت الجزائر، على لسان وزير الداخلية والجماعات المحلية، نوري الدين بدوي، لدى لقائه وزيرين تونسيين مكلفين بملفي الأمن والدفاع، على هامش الاحتفال بذكرى “ساقية سيدي يوسف” التاريخية، إلى تعزيز العمل
الثنائي وتوحيد المواقف بين البلدين، مشددا على ضرورة اليقظة والتنسيق الأمني وتطوير آليات محاربة الإرهاب والإجرام.
وذكرت مصادر مطلعة، أن التحديّات الأمنية التونسية الجزائرية، خيّمت على الاحتفالات المشتركة بذكرى أحداث ضاحية ساقية سيدي يوسف، والتي حضرها كبار المسؤولين في الجزائر وتونس.
وقالت المصادر إن وزير الداخلية، نور الدين بدوي، استغل خلال لقاء نظيره التونسي، الهادي مجدوب، لتجديد رفض الجزائر إقامة أي مشاريع أمنية عسكرية بين الجزائر وتونس.
وكان الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، أكد في تصريحات، أدلى بها منذ شهرين، لقناة تلفزيونية محلية، أنه هو من اتخذ قرار السماح للطائرات الأمريكية بدون طيار بالانطلاق من قواعد عسكرية تونسية لمصلحة تونس.
وتابع بدوي متوجها بحديثه إلى الوزيرين التونسيين الهادي مجدوب وفرحات الحرشاني: “يستوجب منا كبلدين متجاورين إرساء أسس تعاون متينة لضمان حماية حدودنا”، مشددًا على أن “التعاون العملياتي بين البلدين وحده يسمح بتأمين الشريط الحدودي لفائدة مواطني البلدين”.
وأفاد المصدر في تصريحات بأن وزير الداخلية نور الدين بدوي، تلقى تطمينات من الجانب التونسي مفادها بأن التعاون الجاري حاليًا مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يستهدف إقامة قاعدة عسكرية في البلاد، بقدر ما يستهدف دعم منظومة الدفاع الوطني بخبرات ومعدات عسكرية لمكافحة الإرهاب.
وتبدي الجزائر حساسية كبيرة تجاه تحركات أمريكية هدفها، وفقاً لتقارير استخباراتية، وضع قدم لها بجوار الجزائر، بداعي محاربة الإرهاب، وهي تنظر إلى أي “تقارب أمريكي تونسي” في المجال الأمني بعين الريبة والشك، وظلّ هذا الملف محل خلاف غير معلن بين الطرفين رغم النفي المتكرر لتونس وإشارات المسؤولين الجزائريين بعرضهم المساعدة “التي تطلبها الجارة الشرقية”.
وكان الرئيس التونسي، قد تحدث سابقا عن توجس الجزائر من تواجد القواعد الأجنبية في تونس، قائلا إن “الجزائر غير معنية بمنطقة طيران الطائرات الأمريكية بدون طيار وقد قمنا استباقيًا بإبلاغ الطرف الجزائري، وليس لدينا أي لبس في العلاقات مع الجزائر ونحن نتعاون منذ فترة في مجال مكافحة الإرهاب”.
وتقدمت الولايات المتحدة، منذ عامين تقريبًا، بطلب لدول في شمال أفريقيا لاستقبال طائرات بدون طيّار لتعزيز مراقبتها لتنظيم “داعش” في ليبيا، وأنها تجري مباحثات بشأن ذلك -بحسب ما كشفته تقارير إعلامية أميركية. ولم تكشف التقارير الإعلامية آنذاك، من الدول المعنية بالطلب الأمريكي.
وفسّرت التقارير الإعلامية، طلب الولايات المتحدة الأمريكية بإقامة قواعد في إحدى هذه الدول على أنها تحاول أن تفهم ما يجري في المناطق الخاضعة لنفوذ “داعش”، وخاصة في ليبيا التي تخضع الآن لسيطرة عديد الجماعات المتطرفة.
وكان الوزير الأول، عبد المالك سلال، قد أدلى بتصريحات في وقت سابق في المسائل الأمنية تضمنت عتابًا لنظام الباجي قايد السبسي وقال فيها إن بلاده لم تتأخر يومًا عن واجبها التضامني مع تونس لمواجهة تحديات الأمن والاستقرار وتقديم الدعم الاقتصادي والاجتماعي من خلال عدة إجراءات، منها الإبقاء على التدفق السياحي ومواصلة تنمية المناطق الحدودية وإبرام الاتفاق التفاضلي التجاري.