وفي شهر رمضان في السَّنة الثانية من الهجرة فُرِضت زكاة الفطر التي هي طُهرةٌ للصائم، وطُعْمة للمساكين، ومن لطائف أحكامها أنَّها تجب على مَن يملك قوتَ يوم وليلة، وهذا نصابها، وهو ميسور لكل فقير، وهذا يعني أنَّها تجب على الفقراء، فلمَن يُعطيها الفقير؟ يُعطيها لفقير آخَرَ. وهو لا يخرج إلاَّ هذه الزكاة، فيعتادُ على العطاء والجود، وإن كان فقيرًا، ويخرج بها الفقيرُ من بيته ليلةَ العيد قاصدًا بيتَ فقير آخر، فيلقاه أخوه الفقير، وقد حَمَل كلٌّ منهما زكاتَه لصاحبه، فيتبادلان الزكاة! إنَّها درسٌ عملي في العطاء والجود، والكرم والسخاء.