تم فتح صقلية على يد القائد أسد بن الفرات بن سنان في عهد الخليفة المأمون في 9 رمضان 212هـ. كان أسد بن الفرات رحمه الله مع توسعه في العلم فارسًا بطلاً شجاعًا مقدامًا، زحف إليه صاحب صقلية في مائة ألف وخمسين ألفًا، قال رجل: فلقد رأيت أسدًا وبيده اللواء يقرأ سورة “يس”، ثم حمل بالجيش، فهزم العدو، ورأيت الدم وقد سال على قناة اللواء وعلى ذراعه، ومرض وهو محاصر سرقوسية، ولما ولاّه صاحب المغرب الغزو، قال: قد زدتك الإمرة، وهي أشرف، فأنت أمير وقاضٍ. وجد ابن الفرات في نفسه رغبة تسيطر عليه يتقرب بها إلى الله لإعزاز دينه، وهي الرغبة في جهاد أعدائه، فاستأذن أمير الأغالبة، لكن الأخير رفض في بادئ الأمر، ولكن بعد إصرار ابن الفرات وافق الأمير زيادة الله الأغلبي له، وقد ولاه قيادة أسطول صقلية، وهو في سن السبعين من عمره، وكان على رأس جيش قوامه 700 فارس وعشرة آلاف مجاهد، اتجه الأسطول إلى صقلية، ووصلوا إلى مدينة تسمى “مازارا”، ومن ثم اتجه إلى “قصريانة” ففتحها، فهرب البيزنطيون منها.