حدث في رمضان.. بناء مسجد القيروان

حدث في رمضان.. بناء مسجد القيروان

كانت القيروان عاصمة الأغالبة منذ أسَّسها الفاتح عقبة بن نافع سنة “50 هـ – 670م” مركز علم وثقافة تتوقَّد حيوية وإشعاعًا، وأيضًا كانت قاعدة تنطلق منها الجيوش الإسلامية، وجعل المسلمون مِن جامعها القلب النابض، لكن الجامع يكتسب ملامحه إلا في عهد الأغالبة لما أحاطوه من عناية فائقة حتى أصبح روعة من روائع العمارة الإسلامية في إفريقيا والمغرب الكبير، وكان له من الواقع على الخيال الجماعي ما يسَّر حياكة الأساطير، فهذه تتعلق بضبط القِبلة، وأخرى تتناول تطهُّر الموقع من الضواري وغيرها، وقد بناه عقبة بن نافع في مدينة القيروان التي أسسها بعد فتح إفريقية “تونس حاليًّا”. كان الجامع حين إنشائه – على أغلب الظن – بسيطًا صغير المساحة، تستند أسقفه على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف، ولكن تم تجديده في العصور التالية على يد الحكام حتى وصل إلى صرح إسلامي كبير، حتى أصبح أضخم المساجد في الغرب الإسلامي، وتبلغ مساحته الإجمالية ما يناهز 9700 متر مربع، ومقياسه كالتالي: ما يقارب 126 مترًا طولاً و77 مترًا عرضًا، وبيت الصلاة فيه واسع، ومساحته كبيرة يستند إلى مآت الأعمدة الرخامية، هذا إلى جانب صحن فسيح الأرجاء تُحيط به الأروقة، ومع ضخامة مساحته فجامع القيروان الكبير أو جامع عقبة بن نافع يعدُّ أيضًا تحفةً معمارية وأحد أروع المعالم الإسلامية.