استمرت، أمس، وفود المنتخبات الرياضية عن 26 دولة أجنبية في التوافد على مدينة وهران، وسط تنظيم محكم سلس يؤشر على حدث يتوقع أن يكون باهرا على كل المستويات، ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران، التي ستفتتح رسميا غدا السبت.
وأمس، نقل الاعلام الوطني والأجنبي مشاهد لوفدي الرياضيين المصريين والفرنسيين وهم يصلون، في نفس التوقيت تماما، إلى مطار وهران الدولي للمشاركة في الألعاب المتوسطية، ومنه مباشرة يتوجهون إلى مقري الإقامة عبر حافلات، وكل هذا في وقت وجيز ووسط إجراءات تنظيمية وأمنية جد سلسة.
وكان وصول وفدي مصر وفرنسا في نفس التوقيت إلى مطار وهران الدولي بمثابة امتحان لكيفية تعامل المنظمين والسلطات مع الأمر. وبسرعة وإجراءات سلسلة ومحكمة، تُرك المجال لأعضاء الوفد المصري كي يترجلون بحرية، دون قيود أمنية من قبل عناصر الدرك والأمن، من بهو المطار، إلى حافلات كانت في انتظارهم، متبوعين بأعضاء الوفد الفرنسي، لتنطلق الحافلات بأعضاء الوفدين إلى مقري الإقامة.
وأبدى أعضاء الوفدين، مثلما هو الحال بالنسبة لوفود دول أجنبية أخرى بدأت تترد تباعا على وهران منذ الأربعاء الماضي، علامات وعبارات إعجاب بمستوى التنظيم وسلاسة الإجراءات.
وأظهرت المشاهد المنظمون والمتطوعون وهم يؤدون مهامهم باحترافية كبيرة، ما يعني أن الجزائر أحسنت التحظير للحدث منذ فترة. كما أظهرت المشاهد
المواطنون وهم يوزعون ابتساماتهم على أعضاء الوفود، بينما كانوا يخرجون من بهو المطار، تأكيدا لطبيعة وهران الباهية المضيافة، وتلبية لرغبة السلطات في إنجاح الحدث من كل النواحي.
وألعاب البحر الأبيض المتوسط حدث رياضي يأتي من حيث الأهمية بعد كأس العالم والألعاب الأولمبية، في تقدير متابعين، نظرا لمشاركة 26 دولة فيها، عن ضفتي المتوسط .
و ليست حدثا رياضيا وفقط، وإنما هي أيضا حدث ثقافي واجتماعي وسياسي، لهذا حرصت السلطات الجزائرية على انجاحها على كل المستويات، برغبة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي أمر السنة الماضية وفي بداية هذه السنة، بضرورة التحضير الجيد لها.
ولتأكيد هذا الرهان، شرع الرئيس تبون، أمس الخميس، في زيارة عمل تفقد إلى وهران، في وقت كانت تتوافد الوفود الرياضية من 26 دولة أجنبية إليها، مرفوقا بعشرة وزراء، لتدشين منشئات رياضية ومنشئات لمختلف القطاعات بالولاية، واستعدادا للافتتاح الرسمي للتظاهرة غدا السبت.
ولدى وصول الرئيس تبون إلى مطار وهران، شوهدت مقاتلات لسلاح الجو وهي تحلق فوق المطار والمدينة، ليس فقط ترحيبا به، ولكن أيضا لتأكيد حقيقة مفادها أن الجزائر مستعدة لتنظيم تظاهرة دولية كبيرة وإنجاحها من كل النواحي.
وبحكم المنشئات التي خصصت للتظاهرة، وأهمها المركب الرياضي، أو القرية المتوسطية، والفنادق، كما ونوعية، ونظرا لطبيعة الاستقبال، تراهن الجزائر أن تكون الألعاب المتوسطية بوهران بمثابة حدث تاريخي باهر، بداية من غد السبت، حيث يترقب متابعون طبيعة الحفل الافتتاحي للتظاهرة.
عبد العالي.خ