أكد مختصون في ختام الطبعة الأولى من تظاهرة أيام كلاما لأغنية الراب بڤالمة، أن “تطوير وتأديب كلمات هذا النوع الغنائي سيجعله أداة فعالة في التوجيه الفكري السليم للشباب الجزائري”.
وأوضح كريم بعلي، مفتش في التعليم المتوسط في مادة الموسيقى ورئيس جمعية ناشطة في المجال لـوأج على هامش حفل اختتام هذه التظاهرة التي احتضنتها على مدار يومين دار الثقافة “عبد المجيد الشافعي”، بأن الشباب حاليا أصبح “يتقبل التوجيهات والنصائح التي يستقيها من أغنية الراب أكثر من تقبله للتوجيهات التي يتلقاها من عائلته”.
وذكر المتحدث بأن الجيل الحالي من مغني الراب الجزائريين أكسوه ثوبا جديدا بالتركيز على المواضيع الاجتماعية بعيدا عن المواجهات السياسية، ما جعله مقبولا لدى العائلات الجزائرية، مضيفا بأن الراب الجزائري ورغم كونه فرعا من فروع الهيب هوب، غير أن لديه -كما قال- خصوصيات اجتماعية تميزه عن الراب الذي ظهر في سنوات السبعينيات من القرن الماضي بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف كذلك بأن أغنية الراب بولاية ڤالمة لديها ما يقارب 30 سنة من الوجود منذ نشأة الفرق الأولى سنة 1995 على مستوى دار الثقافة “عبد المجيد الشافعي” ليقارب عددها حاليا 20 فرقة ناشطة، معتبرا أن هذا التراكم الفني في المجال “لا بد وأن يسهم في تطوير أغنية الراب وتوجيهها بطريقة سليمة”.
من جهته، ذكر محمد أوصيفي رئيس الجمعية العصرية للثقافة والفنون لولاية ڤالمة الجهة المشرفة على تنظيم التظاهرة، بأن أيام الراب التي اختير لها تسمية “كلاما ” وهو الاسم القديم لمدينة ڤالمة في العهد الفنيقي تندرج ضمن مشروع كبير أعدته ذات الجمعية لتطوير هذا النوع الغنائي وذلك برعاية وزارة الثقافة.
وأضاف بأن الهدف الرئيسي من هذه التظاهرة التي حملت شعار “تنشيط المواهب والطاقات المبدعة” هو توفير فضاء للاحتكاك بين الشباب الناشطين في مجال أغنية الراب على مستوى الجهة الشرقية للبلاد من أجل التفكير في كيفية تطوير هذا الفن من حيث الكلمات والمواضيع.
وحسب المتحدث، فإن هذه الجمعية التي أنشئت سنة 2010 بادرت في أول نشاطها بتنظيم لقاء محلي لمغنيي الراب بولاية ڤالمة سنة 2012 بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة، مضيفا بأن ثمار هذا العمل المتواصل ظهرت من خلال أيام كلاما الحالية التي شاركت فيها 12 فرقة من عدة بلديات من الولاية.
وكانت دار الثقافة “عبد المجيد الشافعي” قد احتضنت سهرتين مميزتين وسط حضور ملفت لبعض العائلات التي تقاسمت مع الشباب لحظات جميلة من الاستمتاع بالأغاني الشبابية الخفيفة التي تعاقبت على تأديتها 16 فرقة قدمت من ولايات بجاية وسوق أهراس وعنابة وأم البواقي وڤالمة.
للإشارة، فقد تضمنت التظاهرة أيضا جانبا تكوينيا للتعريف بأغنية الراب وتاريخها وتطورها وجولة سياحية لفائدة المشاركين إلى المسرح الروماني وبعض المناطق الأثرية بالولاية.