لها علاقة بالحالة الصحية للإنسان

حالة الطقس.. وكيفية تأثيرها على الجسم

حالة الطقس.. وكيفية تأثيرها على الجسم

تؤثر حالة الطقس على عدة جوانب من حياتنا اليومية ولكن بدرجات متباينة، ومع ذلك يظل تأثيرها عميقا على صحتنا في جانبيها الجسدي والنفسي.

يُعرف الطقس على أنه مجموعة من الأحداث الجوية المختلفة المعبر عنها بأرقام محددة في مكان معين وفي وقت معين، وهذه «المجموعة من العناصر» هي التي توفر لنا معلومات مختلفة ومهمة عن حالة الطقس التي نعيش فيها ونتفاعل معها، ومعرفة الإنسان بمعنى أهم العناصر فيها، ودلالات تأثيراتها الصحية، تُمكّنه من التعامل بطريقة سليمة مع متغيرات عناصر الطقس للحفاظ على حالته الصحية.

درجة الحرارة

لا يعتمد الإحساس الحقيقي بالبرودة أو الحرارة بشكل مطلق على مقدار “درجة الحرارة” كرقم نقرأه عادة، بل يعتمد على عاملين آخرين هما درجة الرطوبة وسرعة الرياح، و«مؤشر الحرارة» يهمنا في أجواء الصيف الحارة، وهو مؤشر يوضح كيف يؤثر مستوى رطوبة الهواء على درجة الحرارة التي نشعر بها في الطقس الحار. وكلما زادت الرطوبة، بدت درجة الحرارة المحسوسة أعلى من درجة الحرارة الفعلية، وزادت صعوبة القيام بالأنشطة الخارجية، والسبب أن ارتفاع نسبة الرطوبة يُعيق تبخر العرق عن أجسامنا، وبالتالي يُعيق تبريد العرق للجسم. وسنشعر ونتأثر حينئذ بالحرارة بشكل أعلى، وبالتالي يُعاني من الحرارة بشكل أعلى ضرراً كل من كبار السن وصغار السن ومرضى السكري والمصابين بعدد من الأمراض العصبية.

أما في الأجواء الباردة ومع وجود الرياح وتواجد الشخص خارج المنزل، يهمنا عنصر مدى شعورنا بالبرودة. ولذا هناك ما يُعرف بـ “درجة الحرارة الظاهرية” كرقم آخر، وهي درجة البرودة التي «يشعر بها الشخص» في الخارج. وعلى سبيل المثال، فإن تعرض الجلد للرياح الباردة سيجعل الشخص يشعر بأن الجو في الخارج أكثر برودة مما هو عليه بالفعل، لأن زيادة سرعة الرياح تزيل طبقة الهواء الدافئة الملاصقة للجلد بمعدل أسرع.

وفي مثال آخر، تكون الأجواء الباردة في المناطق الصحراوية البعيدة عن البحار أشد، حيث يتسبب انخفاض الرطوبة في تسهيل تبخر العرق عن الجلد. ولذا يشعر الشخص بالبرودة بمقدار أكبر في المناطق الداخلية مقارنة بتواجده في منطقة ساحلية عالية الرطوبة ودرجة حرارتها نفس تلك التي في المنطقة الداخلية أو الصحراوية.

 

تغيرات الضغط الجوي والرياح

يُعرف الضغط الجوي أنه قوة وزن الغلاف الجوي الذي يوجد فوق سطح الأرض في منطقة ما، ومن الناحية الصحية، يمكن أن يؤثر انخفاض الضغط الجوي على الصحة البدنية والنفسية بطرق مختلفة. ومن ذلك ما يُعرف طبياً بـ “مرض المرتفعات” ويحدث هذا بشكل خاص عندما يصعد الشخص إلى منطقة مرتفعة بسرعة كبيرة، مما لا يسمح لجسده بالتكيف أو التأقلم مع انخفاض الضغط وانخفاض مستويات الأكسجين مع زيادة الارتفاع. وقد تشمل الأعراض كلاً من الصداع والغثيان والشعور بعدم الارتياح وضيق التنفس والدوخة، وتحدث هذه الأعراض لأن انخفاض الضغط الجوي يتسبب في توسع الأوعية الدموية الصغيرة في الرئتين، وقد تتسبب الأوعية الدموية المتوسعة بالدماغ في صداع شديد، وارتباك، وخمول، ونقص في التنسيق الذهني، وتهيج، وقيء، ونوبات، وغيبوبة، وفي النهاية الموت إذا لم يتم علاجه. ومرضى القلب ومرضى الأعصاب ومرضى الجهاز التنفسي وكبار السن هم أشد تأثراً.

كما قد يُبلغ بعض الأشخاص عن تفاقم الصداع الناجم عن التهاب الجيوب الأنفية والصداع النصفي، عندما ينخفض الضغط الجوي، وهذا هو نفس السبب الذي يجعل الأذنين «تطقطقان» أحياناً عندما تصعد الطائرة ما يسبب اختلافاً في ضغط الهواء على جانبي طبلة الأذن.

 

سرعة الرياح

تُعد سرعة الرياح واحدة من أكثر القوى الطبيعية التي يتم الاستخفاف بها. وهناك خاصيتان رئيستان للرياح ليس من الصعب تخمينهما أو اكتشافهما وهما السرعة والاتجاه، وتؤثر هذه القوة غير المرئية بشكل كبير على بيئتنا ومزاجنا وأنشطتنا.

وهناك كثير من الدراسات الطبية عن تأثير الرياح على الحالة المزاجية والصحة العقلية، وتشير الأبحاث إلى أن الرياح القوية يمكن أن تزيد من مشاعر القلق أو الانفعال، وأن الرياح العاتية المستمرة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر والأرق وصعوبة التركيز، والأهم، زيادة الشعور بالصداع.

وفي التفسير العلمي، يُعتقد أن الرياح تخلط الأيونات في الهواء، ما قد يؤثر على أدمغتنا عن طريق تغيير مستويات السيروتونين، ولذا في أماكن مثل المدن الساحلية أو السهول، غالباً ما يبلغ السكان عن مستويات توتر أعلى. وحتى على مستوى اللاوعي، يمكن أن يولد وجود الرياح عدم الارتياح، حيث تتفاعل حواسك باستمرار مع الحركة والصوت واللمس. وبالنسبة لعشاق الرياضة، يمكن للرياح الخلفية أن تمنح الرياضيين دفعة ضرورية للغاية، وتدفعهم إلى الأمام بأقل جهد. ومع ذلك، يمكن للرياح المعاكسة أن تجعل نفس النشاط يبدو أكثر صعوبة، ما يقلل من القدرة على التحمل ويزيد من الإرهاق بشكل أسرع.

درجة الرطوبة

تعكس درجة الرطوبة درجة تركيز بخار الماء الموجود في الهواء، اعتماداً على درجة الحرارة والضغط الجوي. وتشير إلى احتمالية هطول الأمطار أو نقطة الندى أو الظواهر مثل الضباب. ودون الخوض في الكثير من التفاصيل، فكلما زادت أو تدنت رطوبة الهواء، كان من الصعب على الشخص التنفس والحفاظ على مرونة الجلد، مقارنة بشخص يعيش في منطقة متوسطة ومريحة من الرطوبة. ويمكن أن تؤدي المستويات العالية من الرطوبة المصحوبة بالحرارة إلى ظهور أعراض مثل الجفاف وتشنجات العضلات وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة مثل الإجهاد الحراري أو ضربة الشمس، لأن التعرق غير الفعال في تبريد الجسم في ظل الرطوبة العالية يمكن أن يجعل الناس يشعرون بحرارة أعلى من درجة الحرارة الفعلية.

هطول الأمطار

الأمطار هي الرطوبة الجوية التي “تسقط” على الأرض في شكل مطر، ولكنها قد تكون أيضاً رذاذاً أو ثلجاً أو العديد من أنواع الأمطار الأخرى. وهي تنتج عن تفاعلات مع عناصر الطقس الأخرى، وفي بعض الأحيان يتم التعبير عن توقعات هطول الأمطار أيضاً بنسبة مئوية. في هذه الحالة قد ترى عبارة «احتمال هطول الأمطار» في التوقعات. يبدو هذا الأمر بسيطاً للفهم، ولكن بشكل عام، يعد حساب احتمال هطول الأمطار أمراً معقداً. وعادةً ما يتم قياس المطر بالملليمترات (مم) ويتم قياس الثلج بالسنتيمتر (سم).

ق.م