يا ناظم القصائد في المشرق والشام وشاعرا في المغرب يأّسره الالهام
إني آهات قافية مكسورة الجناح تَطهرَت حُروفها من دمعة الأيتام
تبني لها أبياتا من صرخة الأوجاع كي تعزِف قصائد حزينة الأنغام
براءة أوزانها رقَتّ لها الأوراق وارتوتْ من بَحرهاَ نزاهة الأقلام
ألفاظها تسابقت تُلعثِمُ اللسان في لوحة حزينة ألوانها آلام
لِتختَلِي بِوِحدتي في غُربة المساء وتنقش بداخلي جِراحها أوشام
إن التي أبصرتها تُعانِق الأشواق كزهرة ياسمين ممشوقة القِوام
وخِلتها حمامة فُكّت عنها القيود تَكَشّفت خيوطها مع جنح الظلام
تُضاجع في جوفه عقيدة النفاق لمّا الخريف أماط عن وجهه اللثام
حزينة ليْمونتي وشجر الزيتون وبهجة الصباح يَحجُبها الغَمام
أن تُغتصب حمامتي تحت الضباب فالنَخوة يا أُمتي تُقرؤك السلام
هي العروبة أمتي أرض الأحرار عِفتها باسم الربيع تدوسها اللئام
قد هُجّر مِن أرضنا حُرّ الطيور، لمّا الآهات توسدت ْ مَضاجِع الأحلام
تُلملِمُ جُرح وطن شاءت به الأقدار أن تُجهض أحلامه بداخل الأرحام
لا تبحث عن الوفاء بين الكلاب فإنه مُعلق في صدر الثعلب وسام
أو تَعْجب مِن صقرٍ يُغازل الفئران فإن رأيت الليث يلهى به النعام
رأيت فجراً! يكتحل بدم الأطفال وبينه وبين الليل اشتد الخصام
لَن نُلدغ مِن نفس الجحر مرتين عقولنا ليست أرضا خصبة للأوهام
لها دمي ودمعتي وسجدة غفران بعد الطهارة لَبِستها ثوب إحرام
هي الجزائر عِزتي مهد الأبطال بعد الرحيل عاد لها سِرب الحمام
قصيدتي يا أمتي ليست دمع رِثاء لكنها أهات قافية ارتجى بها الوئام
غَصباً عني ألبَستُهاَ ثوب الأحزان ليرسُم َ أطفالنا من ثوبها أحلام
ويَمسحوا عن أرضنا لون السواد إن الوطن مُقدس قداسة الصيام
لَو استوت ْ أصابِع كَف ّ اليدين لا أنكرت سبابتي فضائل الإبهام
جرح الأوطان يا أمتي ميلادها لا بُد أن تُجمع لهُ كُل الأرقام
نُصلي الفجر رُفات في قدسنا وتلِدُ أمي الحُبلى ألف ضرغام
محمد لعقاب – المدية –