جيل اليوم ورسالة نوفمبر

جيل اليوم ورسالة نوفمبر

قدم الشعب الجزائري منذ اندلاع ثورة التحرير المظفرة تضحيات كبيرة لا يمكن سردها في عجالة، حيث جمعت الثورة التحريرية التي انطلقت شرارتها في أول نوفمبر 1954 كافة الشعب الجزائري من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، مما كان له الدافع الأكبر في نصرة الثوار ونجاح الثورة .تضحيات جسام تجلت في مظاهر تلاحم الشعب الجزائري مع جيش وجبهة التحرير الوطني ليكون عبرة لجيل اليوم بان سياسة القهر التي مارستها فرنسا و التي أدت إلى نتائج وخيمة على الشعب الجزائري، ما تسبب في تدهور أوضاعه المعيشية تجلت في تفشي الفقر المدقع ، الأمية ، البطالة و الأمراض الخطيرة و الفتاكة ….سياسة أرادت بها فرنسا كسر شوكة الثورة و عزل الشعب عن المجاهدين …رغم هذا تفاجأت بعكس ذلك ، فالرغبة في الانعتاق و الحرية زادت في مظاهر تلاحم و تآزر الشعب الجزائري مع الثوار.

بعد سنوات من اندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة كيف هو الحال مع جيل اليوم ؟ وهل هو يعي و يدرك هذه الحقيقة ؛ و يعلم انه ما كان ليحصل على هذه النعم لولا نضالات و مجهودات بذلها أجداده رغم بساطتهم ، فقرهم و أميتهم …إذ كانت لهم مواقف بطولية أذهلت العدو الغاشم و أرجعته من حيث أتى خائبا حائرا… فقد ضحوا بالغالي والنفيس لكي ينعم أبناؤه بالأمن و الاستقرار في ظل جزائر حرة و مستقرة متمتعا بكل حقوقه …لقد نسي جيل اليوم تضحيات جيل الأمس و ما قام به من اجله ليحيا في أمن و سلام. فعلى الشباب الجزائري اليوم أن يحافظ على هذه الأمانة بالعمل والجد من اجل الحفاظ على وطنه، وذلك مهما كانت الظروف في الشدة و الرخاء ، و عدم انشغاله عن أداء مهمته المتمثلة في العمل الجاد و ذلك باتخاذ الأسباب و التسلح بالعزيمة و الإرادة …فهي وحدها كفيلة بقهر الصعوبات التي تواجهه وتحقق طموحاته .