بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة الذي يصادف الخامس من جوان، نظمت وزارة البيئة وجودة الحياة، بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للنفايات، تظاهرة بيئية توعوية تربوية، تحت شعار مكافحة النفايات البلاستيكية، وذلك بحضور مكثف لممثلي المجتمع المدني والمؤسسات التربوية والبيئية. وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت وزيرة البيئة وجودة الحياة، السيدة جيلالي نجيبة، أن هذه المناسبة البيئية تشكل “رسالة قوية نوجهها لأجيال الحاضر والمستقبل”، تؤكد الالتزام الجماعي في مواجهة التحديات البيئية، وخاصة النفايات البلاستيكية، باعتبارها من أبرز مصادر التلوث في العصر الحديث. واعتبرت الوزيرة، أن كل جهد يُبذل اليوم في سبيل بيئة نظيفة هو استثمار مباشر في مستقبل أطفالنا، مبرزة أن شعار هذه السنة يعكس الحاجة الماسة إلى تفعيل مسؤولية الجميع، مؤسسات وأفرادا، في مكافحة التلوث البلاستيكي الذي يمس النظم البيئية والتنوع البيولوجي، بل وحتى الصحة العامة. وشددت المسؤولة الأولى عن القطاع، على أن الجزائر كانت من بين الدول السباقة لاتخاذ خطوات فعلية لمواجهة هذه الظاهرة، من خلال إصلاحات تشريعية بارزة، على غرار القانون 25-02 المعدل والمتمم للقانون 01-19، والذي يكرس مقاربة جديدة لتسيير النفايات ضمن منظور الاقتصاد الدائري، حيث تتحول النفايات إلى موارد ذات قيمة بيئية واقتصادية. كما أشارت إلى البرنامج الوطني للتسيير المندمج للنفايات المنزلية، الذي يستهدف القضاء على المفارغ العشوائية، وتنظيم عمليات الجمع والمعالجة، وتشجيع التثمين والتدوير، مما يفتح آفاقًا واعدة للاستثمار وخلق فرص العمل، حيث قدرت الوزيرة أن القيمة الاقتصادية السنوية للنفايات المنزلية تقارب 151 مليار دينار جزائري، مع إمكانية خلق أكثر من 480 ألف منصب شغل. وركزت الوزيرة، على الدور الحيوي للبرامج التربوية والتحسيسية، مؤكدة أن ترسيخ الوعي البيئي يجب أن يبدأ من الطفولة، لأن “طفل اليوم هو رجل الغد، معتبرة أن هذه التظاهرة، التي يشارك فيها أطفال من مختلف المؤسسات التربوية، تعبّر عن الأمل في جيل أكثر وعيا والتزاما بقضايا البيئة. وفي ختام كلمتها، وجهت السيدة جيلالي نداءً مفتوحا إلى كل الشركاء، من مواطنين وفاعلين اقتصاديين ومؤسسات تعليمية، بضرورة تكثيف الجهود والعمل المشترك من أجل بيئة نظيفة وآمنة، قائلة: مكافحة التلوث البلاستيكي لم تعد خياراً بل أصبحت ضرورة، لحماية مواردنا الطبيعية وتحقيق جودة حياة حقيقية لكل المواطنين. وقد تزامنت التظاهرة مع عروض تربوية وفنية من تنشيط أطفال المؤسسات التعليمية، ركزت على الرسائل البيئية وأهمية التقليل من استعمال البلاستيك، ما أضفى بعدا تفاعليا ومؤثرا على هذا الحدث البيئي الوطني.
إ. ع