نظمت وزارة البيئة وجودة الحياة، يوما دراسيا لفائدة الأسرة الإعلامية تحت شعار: “الانسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة”، وذلك بمشاركة ممثلين عن الحكومة وقطاعات وزارية متعددة، وبحضور الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الجزائر، إلى جانب إطارات الوزارة وممثلي وسائل الإعلام الوطنية.
اللقاء الذي جاء احتفاء بتاريخ 22 ماي، الموافق لاعتماد اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي سنة 1992، شكل فرصة لتجديد الالتزام الوطني بقضايا البيئة، وتسليط الضوء على التحديات الراهنة في ظل الضغوط المتزايدة على النظم البيئية بسبب التغيرات المناخية والنشاطات البشرية. وخلال افتتاحها لأشغال اليوم الدراسي، أكدت وزيرة البيئة وجودة الحياة نجيبة جيلالي أن التنوع البيولوجي لم يعد قضية بيئية فحسب، بل أضحى شأنا مجتمعيا يمسّ الغذاء والصحة والاقتصاد وحتى الأمن، مشيرة إلى أن فقدان الأنواع وتدمير المواطن الطبيعية يُقوّض أساس بقاء الإنسان نفسه. وفي هذا السياق، كشفت الوزيرة عن الانتهاء من إعداد الاستراتيجية الوطنية الجديدة لحفظ وتثمين التنوع البيولوجي للفترة 2025–2030، والتي أعدت بطريقة تشاركية بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل من صندوق البيئة العالمي. وتهدف هذه الاستراتيجية، إلى الحفاظ على استدامة النظم البيئية، واستعادة المتدهور منها، إلى جانب الاستخدام الرشيد للموارد البيولوجية. وفي خطوة تعكس الوعي بأهمية الإعلام كشريك في تحقيق هذه الأهداف، أعلنت الوزارة عن وضع خطة اتصال وطنية متعددة الوسائط لترويج مضامين الاستراتيجية الجدة، مع توفير الوسائل التقنية والمعلوماتية لدعم الإعلاميين في تناول قضايا التنوع البيولوجي.
شبكة وطنية للإعلام البيئي
وأكدت جيلالي سعيها إلى بناء شراكة مستدامة مع وسائل الإعلام، عبر إنشاء شبكة وطنية للإعلام البيئي، تهدف إلى تعزيز التغطية الإعلامية المتخصصة حول قضايا البيئة، وتحفيز إنتاج مضامين ترفع وعي المواطن وتوجه سلوكياته نحو حماية التنوع البيولوجي.
مؤشرات مشجعة وجهود مستمرة
كما تم خلال اللقاء، استعراض أبرز الإنجازات التي حققتها الجزائر في مجال حماية التنوع البيولوجي، من بينها توسيع الشبكة الوطنية للمناطق المحمية لتغطي 44% من التراب الوطني، تصنيف مواقع جديدة محمية مثل جبال الليدوغ وجزيرة رشقون، إطلاق مشاريع توازن بين التنمية والحفاظ على التنوع البيولوجي في الأرياف والغابات مع تقييم الشريط الساحلي ضمن عمليات تنظيف كبرى.
و تكوين آلاف الفاعلين في مجالات البيئة، الصيد، وتربية المائيات.
نحو بيئة سليمة ومجتمع واع
وفي ختام اللقاء، جددت الوزيرة التزامها بالعمل مع كافة الشركاء، لاسيما وسائل الإعلام، من أجل تجسيد أهداف الاستراتيجية الوطنية الجديدة، مؤكدة أن “الإعلام الواعي هو أساس مجتمع واعٍ وبيئة سليمة”، في إشارة إلى الدور المحوري للصحافة في ترسيخ ثقافة بيئية قائمة على المسؤولية والمشاركة.
إيمان عبروس































