أشرفت وزيرة البيئة وجودة الحياة، السيدة جيلالي نجيبة، الأربعاء، على فعاليات إطلاق مشروع “التسيير المدمج للغابات والتنوع البيولوجي، تحقيقا للتنمية المستدامة في الكتلة الجبلية البيبان”، وذلك خلال ورشة نظمت بمقر البنك الوطني للإسكان بباب الزوار.
ويعد هذا المشروع، خطوة استراتيجية تهدف إلى إرساء نموذج تنموي يوازن بين حماية البيئة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الجبلية، لاسيما في سلاسل جبال البيبان، التي تعتبر من أغنى المناطق بالتنوع البيولوجي في الجزائر، والتي تواجه تحديات متزايدة مثل حرائق الغابات، والرعي الجائر، وتدهور الأراضي. ويندرج المشروع ضمن الرؤية الاستراتيجية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لتهيئة بيئة معيشية سليمة وتعزيز التنمية المستدامة، كما يجسد الالتزام الرئاسي رقم 33. وتم إطلاقه بناء على اتفاق شراكة تنفيذية موقعة في 24 أكتوبر 2025، بين وزارة البيئة وجودة الحياة، ممثلة في المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة. وينفذ المشروع ميدانيا في بلديتي ثنية النصر (ولاية برج بوعريريج) وإغيل علي (ولاية بجاية)، ويضم أكثر من 40 مخطط عمل تنموي يهدف إلى دعم التنمية المحلية، عبر مقاربات بيئية واقتصادية متكاملة. ويعتمد المشروع على إشراك فعال للقطاعات الوزارية المعنية، ما يمنحه قدرة تنفيذية قوية وفرصًا استثمارية واعدة، خاصة لفائدة الشباب ورواد الأعمال. كما يشجع على إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في مجالات الزراعة البيئية، السياحة الإيكولوجية، الحرف التقليدية، وتربية النحل. وقد سبقت إطلاق المشروع، سلسلة من الاجتماعات وورش العمل مع مديريات البيئة المحلية، في إطار التحضير والتنسيق الميداني. ويحظى بدعم من الصندوق العالمي للبيئة، ويركز على حماية الغابات، وإدارة التنوع البيولوجي، ومكافحة تدهور الأراضي. ويستند المشروع إلى مقاربة تشاركية تقوم على تثمين المعارف المحلية، وتطوير سلاسل إنتاج ذات قيمة مضافة، وتنظيم برامج تكوينية لتدعيم قدرات الفاعلين المحليين، بما يمهد الطريق لظهور جيل جديد من المقاولين البيئيين. وتؤكد وزارة البيئة وجودة الحياة، أن نجاح هذا المشروع يعتمد على الشراكة بين مختلف الفاعلين من مؤسسات حكومية، ومنظمات دولية، ومجتمع مدني، ومؤسسات اقتصادية، داعية إلى تظافر الجهود لإنجاح هذا النموذج الذي يمكن تعميمه على مناطق أخرى من الوطن.
محمد بوسلامة
