أكدت وزيرة البيئة وجودة الحياة، جيلالي نجيبة، أن وسائل الإعلام الوطنية تمثل حجر الأساس في بناء وعي مجتمعي بيئي مستدام، مشيرة إلى أن الصحفيين وصنّاع المحتوى شُركاء حقيقيون في تجسيد أهداف الخطة الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية.
جاء ذلك خلال إشرافها على افتتاح الدورة التكوينية الإعلامية حول الخطة الوطنية للتكيف، التي نظمتها الوزارة أمس بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” بالجزائر العاصمة.
تغير المناخ.. من قضية بيئية إلى تحدٍ وطني متعدد الأبعاد
وفي كلمتها بالمناسبة، أوضحت الوزيرة أن التغير المناخي لم يعد يصنف كقضية بيئية فقط، بل تحول إلى تحدٍ وجودي شامل يؤثر على القطاعات الحيوية كافة، بما فيها الزراعة، الصحة، الموارد المائية، والاقتصاد الوطني بصفة عامة. وأكدت أن الاستجابة لهذا التحدي تتطلب تعبئة وطنية شاملة، تنطلق من الالتزام السياسي على أعلى المستويات، وصولًا إلى إشراك المواطن عبر الإعلام. وفي هذا السياق، ذكرت جيلالي بالتزام الجزائر باتفاق باريس للمناخ، وبتحديث مساهماتها المحددة وطنيا (CDN)، وبإطلاق برامج ميدانية تهدف إلى تعزيز مرونة المجتمعات والقطاعات الهشة أمام آثار التغير المناخي. وقالت إن الخطة الوطنية للتكيف (PNA)، التي تم إعدادها بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (PNUD)، تشكل امتدادًا استراتيجيًا لهذه الجهود، وتعبيرا عن الإرادة السياسية القوية لحماية الإنسان والبيئة في آنٍ واحد.
“PNA“.. أداة وطنية للتخطيط والتأقلم
واعتبرت الوزيرة، أن هذه الخطة ستكون أداة لصنع القرار والتخطيط الاستراتيجي، تهدف إلى إشراك مختلف الفاعلين الوطنيين والمحليين في تصميم وتنفيذ خطط التكيف، بما يتماشى مع خصوصيات كل منطقة وتحديات كل قطاع. وأشارت إلى أن وزارة البيئة وجودة الحياة، من خلال مؤسساتها وخاصة الوكالة الوطنية لتغير المناخ (ANCC)، ستقود تنفيذ هذه الخطة بالشراكة مع قطاعات وزارية معنية بشكل مباشر أو غير مباشر، مضيفة أن الخطة ستسهم أيضا في وضع برنامج وطني متكامل يتضمن أولويات التكيف والتخفيف، بالإضافة إلى نظام للرصد والتقييم لقياس أثر المشاريع المناخية.
الإعلام المناخي.. ضرورة استراتيجية
وفي محور خاص، شددت الوزيرة على أهمية الدور الإعلامي، معتبرة أن الرهان المناخي لا يمكن كسبه دون شراكة فعالة مع الإعلام الوطني. وقالت: “أنتم – الإعلاميون – شركاؤنا في بناء وعي جماعي قادر على التأثير الإيجابي، وتوجيه السلوك المجتمعي نحو حماية البيئة”. وأضافت أن الدورة التكوينية تهدف إلى تعزيز فهم الإعلاميين للمفاهيم والمصطلحات المناخية؛ توضيح الإطار التنظيمي والمؤسساتي الوطني والدولي؛ تحفيز إنتاج محتوى إعلامي بيئي موثوق ومتاح للجمهور؛ وخلق ديناميكية إعلامية مواكبة للسياسات المناخية. وأكدت الوزيرة التزام قطاعها بمرافقة الإعلاميين من خلال التكوين وتوفير المعلومة الدقيقة، إيمانا بأن الإعلام المستنير هو جسر بين السياسات العمومية والمجتمع. وفي ختام كلمتها، أعربت جيلالي نجيبة عن شكرها لشركاء القطاع، لاسيما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ولكل من ساهم في تنظيم هذا اللقاء التكويني الهام. كما جدّدت تأكيدها على أن وزارة البيئة وجودة الحياة ملتزمة بمواصلة العمل من أجل جزائر أكثر صمودا أمام آثار التغير المناخي، من خلال مشاريع ميدانية فعالة، وشراكات متعددة، ودور إعلامي مواكب، يرتقي إلى حجم التحديات ويؤسس لثقافة بيئية وطنية راسخة.
وختمت الوزيرة حديثها بالدعاء بالتوفيق للجميع في خدمة الجزائر وبيئتها ومستقبل أجيالها.
إ.ع