أكد أغلب الملاحظين أن سنة 2020 كانت سنة عجفاء، نظرا لما عرفته من صعوبات على جميع المستويات، وهو ما سجل في ولاية جيجل، التي عرفت الكثير من التحديات في تجسيد المشاريع التنموية، في مختلف البرامج الممنوحة لها. لكن وبنسبة كبيرة ورغم هذه الصعوبات، فإن السلطات المحلية اهتمت بأهم ملفين، الأول مناطق الظل، والثاني المدارس الإبتدائية، وفي هذا الإطار عملت تحت إشراف والي الولاية عبد القادر كلكال الذي أكد في عدة مواقف على ضرورة العمل على تجاوز جميع العقبات في تجسيد مختلف المشاريع، والتكفل بانشغالات المواطنين وبدرجة كبيرة على مستوى مناطق الظل، والإهتمام بالأطفال المتمدرسين، وهذا بتحسين ظروف التمدرس، خاصة فيما يتعلق بالتغذية المدرسية، النقل، والتدفئة، ناهيك عن تركيزه على عمليات الترميم والتجديد على مستوى المدارس الإبتدائية. وقبل الحديث عن مختلف المشاريع لا بد من الإشارة إلى أهم ما تسبب في تأخر إنجاز المشاريع، وأدى إلى شل بعض القطاعات في منتصف سنة 2020، وهو تعرض الولاية كغيرها من مناطق الوطن إلى وباء كورونا، الذي حول الأنظار إلى وجهات أخرى.
إحصاء 238 منطقة ظل، خصص لها 628 عملية ورصد لها 280 مليار سنتيم
ورغم الظروف الصحية الصعبة، فقد أحصت ولاية جيجل 238 منطقة ظل على مستوى ترابها، سيخصص لها 628 عملية، على أن تنجز كل المشاريع وفق الجداول التي سيتم إعدادها من طرف المصالح المختصة، وقد تم رصد مبلغ 280 مليار سنتيم لهذه العمليات.
وفي نفس الإطار، وهو التكفل بمناطق الظل، ترأس الوالي عبد القادر كلكال اجتماعا أقيم على مستوى قاعة الإجتماعات بالأمانة العامة بالولاية، رفقة الأمين العام للولاية وبحضور رؤساء الدوائر، حيث خصص اللقاء للوقوف على مدى تنفيذ تعهداتهم بخصوص استلام المشاريع المسجلة والجاري إنجازها على مستوى مناطق الظل.
ومن خلال الاجتماع تم عرض وضعية مفصلة حول المشاريع الجاري انجازها على مستوى هذه المناطق والملتزم باستلامها قبل نهاية السنة، حيث استفادت مناطق الظل حسب ما أفادت به مصالح الولاية من 181 عملية مسجلة للتكفل بهذه المناطق، منها 70 عملية ملتزم بتسليمها قبل نهاية سنة 2020، في انتظار انجاز باقي العمليات المقدرة بـ 111 عملية خلال سنة 2021، وبالمناسبة فقد كلف والي الولاية رؤساء الدوائر بتنفيذ تعليماته والوقوف ميدانيا على إتمام المشاريع الجاري انجازها وفق الالتزامات المتعهد بها خلال هذا الاجتماع.
الدعوة لرفع التجميد عن مشاريع المستشفيات الثلاثة الجديدة
رئيس المجلس الشعبي الولائي حسين برينط من جهته أكد على ضرورة رفع التجميد عن المستشفيات الثلاثة المقترحة للإنجاز على مستوى بلديات جيجل، الطاهير وقرية بلغيموز التابعة لبلدية العنصر، حيث أشار مؤخرا إلى أن ولاية جيجل تعيش ظروفا صعبة في مجال التغطية الصحية، وهو ما يستدعي تدعيم الهياكل الحالية، لتخفيف الضغط على الهياكل القديمة التي أصبحت طواقمها الطبية تعيش تحت الضغط.
تزويد 06 بلديات بالمياه من سد بوسيابة و07 من سد تابلوط
ومن الرهانات أيضا التي تسعى السلطات المحلية إلى إنجاحها، هو إيصال ماء الشرب إلى أكبر عدد ممكن من السكان عبر تجمعاتهم السكنية الموزعة في بلديات الولاية، ومن هذه المشاريع تزويد ست 06 بلديات شرقية من سد بوسيابة، حيث أن هذا المشروع قد عرف بعض التأخر، ورغم ذلك فإن المصالح المختصة تعمل على تسريع وتيرة الأشغال وتسليم المشروع في أقرب وقت ممكن، حيث ينتظر أن تزود بلديات الميلية، أولاد يحيى خدروش، سيدي معروف، أولاد رابح، السطارة وبلدية غبالة من مياه السد، إضافة إلى السعي لربط سبع بلديات أخرى بمياه سد تابلوط، وهي بلديات الطاهير، الشقفة، وجانة، الشحنة، تاكسنة، بودريعة بن ياجيس وجيملة، حيث أن هذا المشروع الذي انتهت الأشغال به خلال السنة الماضية، ينتظر رفع التجميد خاصة بالنسبة لمشروع محطة الضخ، وهو ما ينتظره الجميع خلال هذه السنة.
علما أن ولاية جيجل تشتمل على خمس سدود الهدف منها تموين السكان وتزويدهم بالمياه.
التطهير من المشاكل التي تؤرق المواطنين في مناطق الظل
من المشاكل أيضا التي ما زالت عالقة على مستوى بلديات الولاية، ملف التطهير، فظاهرة انتشار الحفر الصحية، ظاهرة غير صحية، لما تتسبب فيه من مشاكل صحية للمواطنين في حالة تسرب وخروج المياه القذرة إلى العراء، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تسجيل أمراض وأوبئة، والظاهرة حسب المختصين منتشرة على تراب كل البلديات، وخاصة في مناطق الظل، والهدف من عمليات التطهير القضاء على الأمراض المتنقلة، والقضاء على الحفر الفردية، وقد أكد السيد ارزقي سيوالة أن التطهير مشكل يؤرق المواطنين في مناطق الظل، ويأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية وراء المياه الصالحة للشرب، كما أشار إلى برنامج المديرية الطموح منها 17 مشروعا بمبلغ 282 مليار سنتيم، وبرنامج يحتوي على 26 عملية بمبلغ 270 مليار سنتيم، ستوجه إلى 128 مكانا.
بعث التنمية الريفية وإعادة الولاية إلى الواجهة بمشاريع قطاع الأشغال العمومية
ومن القطاعات التي يعول عليها الكثير في سنة 2021 قطاع الأشغال العمومية، الذي ينتظر أن يساهم بشكل كبير جدا في إعادة ولاية جيجل إلى الواجهة، رغم ما مرت به خلال سنوات العشرية السوداء من أزمات، وأصبح هذا القطاع من بين الرهانات التي تريد السلطات المحلية بجيجل بعثه بعدة مشاريع كالطريق السيار جن جن العلمة، وخط السكة الحديدية بين مركب الحديد والصلب ببلارة وصولا إلى ميناء جن جن، إضافة إلى إنجاز مئات الكيلومترات من الطرق في مختلف المناطق في بلديات الولاية، وخاصة في مناطق الظل.
وتهدف مشاريع فك العزلة إلى بعث التنمية الريفية وبذلك المساهمة في تطوير الإقتصاد الوطني، ويطمح مسؤولو القطاع برفع التجميد عن بعض المشاريع منها طريق سيدي معروف أولاد رابح بمبلغ 150 مليار سنتيم، ثم الطريق الولائي الرابط بين العوانة، وسلمى بن زيادة، إراقن سويسي وصولا إلى جبال البابور في حدود ولاية سطيف، على مسافة 42 كيلومتر، والذي يعتبر أكبر طريق ولائي، مقسم إلى أربعة مشاريع، مشروعين انطلقت فيهما الأشغال، واثنان قيد إنهاء الإجراءات، ثم الطريق الولائي الذي يمتد من مدينة جيجل إلى بلدية قاوس إلى تحريك الولاية وتنميتها.
جسر الملاقي حلم مواطني 04 بلديات
يبقى جسر الملاقي الذي تهدم في سنة 2019 من المشاريع التي أصبحت اليوم حاجة ملحة لعدة بلديات، وهي العنصر، بوراوي بلهادف، ومناطق من بلدية أولاد عسكر، وحتى مناطق من بلدية أولاد يحيى خدروش، حيث أن هذا الجسر يعود للحقبة الإستعمارية، لأكثر من المائة عام، وبقي صامدا لولا قساوة الظروف الطبيعية، وقوة مياه الوادي التي جرفته.
هذا الجسر عوض كحل مؤقت بإنشاء ممر إسمنتي للسيارات وللراجلين، حيث أن الطريق يعتبر مهما جدا بالنسبة للمنطقة، ونظرا لأهمية الجسر تؤكد مصالح الأشغال العمومية أنها طلبت تسجيله بـ 50 مليار إلا أنه ما زال لم يحظ بالموافقة، وما زال مواطنو هذه المناطق يبحثون عن حل نهائي للجسر، وخاصة أن المنطقة آهلة بالسكان، ويعتبر الطريق والجسر المنفذ الوحيد المؤدي إلى هذه المناطق، التي تحتوي على مناطق ظل كثيرة تحتاج إلى الرعاية المتواصلة.
جمال.ك