احتج الطاقم الطبي والعاملون على مستوى مصلحة الولادة، إضافة إلى عائلات المرضى بمستشفى محمد الصديق بن يحيى بعاصمة الولاية جيجل، لإيصال انشغالاتهم بسبب الوضعية التي آلت إليها مصلحة الولادة.
المحتجون أكدوا أن هذه الوقفة الإحتجاجية تهدف إلى إيصال صورة المصلحة للإدارة والسلطات المحلية، فوقفوا أمام إدارة المستشفى تنديدا بوضعيتهم داخل المصلحة، جراء زيادة الضغط إلى درجة كبيرة جدا، حسب ما أكدوا عليه، وما هو موجود على أرض الواقع، الطاقم الطبي ندد بتدهور ظروف العمل في المصلحة في ظل العجز الذي يسجل بداخلها في استقبال المريضات، وخاصة في فصل الصيف، مع زيادة عدد زوار الولاية، وحتى من البلديات الأخرى من ضواحي الطاهير وحتى الميلية.
كما أكدوا على التوافد الكبير للمريضات الذي تعرفه المصلحة، وعلى النقص الكبير للطاقم الطبي بداخلها، وهو ما يضعف نسبة الإهتمام بالمريضات وعدم التكفل بهن بشكل جيد، مع عدم توفير الظروف العادية والطبيعية لعشرات المريضات التي تدخل المصلحة.
المحتجون يلحون على ضرورة التدخل لتحسين ظروف المصلحة لخلق الأجواء الطبيعية بداخلها، وللإستقبال الجيد لمريضات من داخل الولاية وخارجها من السواح والمصطافين، بحيث أن هذه الوضعية تولد ضغطا كبيرا، بل رهيبا في بعض الأحيان حسب وصف بعض المتحدثين، كما طالب المحتجون بوضع خطة استعجالية لتدارك هذه النقائص وتحسين هذا الوضع للتخفيف من الضغط المتزايد في المصلحة، مناشدين إدارة المستشفى خلق مناصب عمل جديدة، وتوفير طواقم طبية أخرى في إطار تحسين هذه الخدمة العمومية بالمصلحة، وخاصة أن الأمر يتعلق بصحة النساء.
ورغم هذه الظروف، تشير مصادر من محيط المؤسسة الإستشفائية، إلى أنه لا يمكن منع أي مريضة كانت من داخل الولاية أو من خارجها دخول المستشفى، ولا يمكن بأي حال من الأحوال عدم التكفل بهن أو تجاهلهن، كما أشار البعض إلى أن الإدارة ستعمل على تدعيم المصلحة بالتجهيزات وكذا بعاملين مؤهلين بغية التكفل والإستقبال الجيد للحوامل والمريضات وتقديم الرعاية اللازمة لهن.
من جهة أخرى، نظم أهالي المريضات وقفة احتجاجية للتنديد بتوقف طواقم العمل الطبي والإداري عن العمل في المصلحة، رغم تسجيل توافد حالات استعجالية للمريضات ــ حسبهم ــ، كما أشاروا إلى ضرورة احترام العاملين بالمصلحة لأخلاقيات المهنة التي وصفوها بالنبيلة، والتكفل بالمريضات وضمان توفير الخدمة الطبية داخل المصلحة، وعدم التوقف عن استقبال المريضات، ومن جهة أخرى أشار الطاقم الطبي المحتج إلى أنه تم توفير أدنى الخدمات كالحالات الإستعجالية، حيث أن هذه الظروف التي تدعو إلى القلق خاصة مستقبلا، تفرض على السلطات المحلية بالولاية، مع تسجيل عدة مؤشرات، كزيادة عدد سكان الولاية، وبداية تحول ولاية جيجل من شرقها إلى غربها إلى قطب في حركة السكان، إضافة إلى تسجيل حالات كثيرة جدا للجوء الأطباء للعمليات القيصرية، فإن هذه الوضعية تدعو لضرورة خلق بدائل واقعية، استعجالية منها وأخرى على المدى الطويل، الإستعجالية وهي آنية، تتم بوضع آليات على مستشفى محمد الصديق بن يحيى لتوسيع المصلحة وتدعيمها من كل النواحي لجعل الجميع من عاملين ومريضات في أريحية، وبذلك توفير الأجواء الطبيعية والحسنة بداخلها، أما على المدى الطويل فولاية جيجل تحتاج إلى تدعيم مادي كبير فيما يخص التجهيزات المخصصة لهذا المجال وهو الولادة، فبدلا من تحويل مريضات الولاية من كل مشافيها بجيجل والطاهير والميلية إلى مستشفى قسنطينة، فيفترض إنشاء مستشفى مختص بالولادة في أقرب الآجال.
جمال. ك