ما زال سكان حي بوشارف السفلي التابع لبلدية السطارة في حيرة من أمرهم، خاصة بعد الإحتجاجات المتوالية التي قاموا بها، وأبلغوا من خلالها السلطات المحلية على مستوى البلدية والدائرة، أين تنقلوا لأجل ذلك إلى مقري البلدية والدائرة في عدة مناسبات، لكن ورغم هذه المحاولات فلم تجد أصواتهم الآذان الصاغية بعد، وهو ما دفع بهم خلال الأيام الماضية إلى التنقل لمقر دائرة السطارة، ولأنهم لم يستطيعوا لقاء رئيس الدائرة آنذاك، رجعوا إلى مقر البلدية، للتأكيد على انشغالاتهم من جديد، وكمحاولة أخرى لإسماع صوتهم وتبليغ مطالبهم، خاصة منها التي تعتبر عراقيل حقيقية ومعاناة يومية صعبة.
حي بوشارف يعتبر من الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية والقريبة من مركز البلدية، وله مدخلين، المدخل الرئيسي من ناحية الطريق الولائي الرابط بين السطارة وغبالة، والطريق الثاني من الناحية الشمالية، من ناحية خط السكة الحديدية، وبعد لقاء هذه المجموعة من السكان بمسؤولي البلدية كانت مجمل انشغالاتهم تتمحور حول ضرورة تنمية المنطقة، وتوفير بعض النقائص، وعلى رأسها مشكلة الطريق الرابط بين مركز البلدية والمنطقة، وهو الإشكال الحقيقي بالنسبة لهم، من المدخلين على حد سواء، فالطريق صعب، وفي حالة كارثية إلى أبعد الحدود، جراء تدهوره واهترائه، وتحول محاور كبيرة منه إلى أخاديد أو برك وأوحال وطين، وهو ما يصعب حتى السير عليها بالأقدام، هذا في حالة تساقط الأمطار، خاصة وأن هذه المعاناة قد طالت مدتها لعدة سنوات، وتؤثر على يومياتهم في تنقلاتهم اليومية للعمال والموظفين أو للتلاميذ والطلبة، أو في حالة وجود مرضى لا يستطيعون السير، وكذلك في نقل مؤنهم إلى الحي، وهو ما يستدعي، حسب السكان، ضرورة التعجيل بتخصيص مشروع لإعادة تهيئة الطريق، وبذلك تخفيف معاناتهم خاصة في فصل الشتاء، وعن هذا الإشكال فقد اعتبرت مصالح البلدية أن هذا المطلب بالنسبة لهم من الأولويات وهو ما تسعى إلى تجسيده في القريب.
أما مشكلة النقل المدرسي في ظل صعوبة الطريق وعدم صلاحيتها، فقد وعدت البلدية بالتكفل بها في القريب العاجل، لتخفيف الضغط على التلاميذ وأوليائهم في ظل هذه الوضعية المزرية للطريق، كما طالبوا أيضا بضرورة تفعيل قاعة العلاج وتدعيم القاعة بطاقم طبي وتوسيع نشاطها، للتكفل بانشغالات المواطنين في هذا المجال والحد من تنقلاتهم إلى مركز البلدية لأبسط الأسباب.
وتبعد هذه المنطقة عن مركز البلدية بحوالي أربع كيلومترات، لكننا بتنقلنا إلى المنطقة فوجئنا بالوضعية الصعبة، خاصة بالنسبة للطريق، الذي لا يمكن استعماله في كثير من محاوره، وهو ما أرغمنا على التوغل فيها مشيا على الأقدام للوقوف على أهم انشغالات السكان، باعتبار أن المنطقة فلاحية بامتياز وتحتاج إلى الدعم لإحيائها في هذا المجال، وإن تنمية وإنعاش حياة السكان في المنطقة يعتمد بشكل مباشر على تهيئة الطريق الذي سيكون الشريان الأساسي لأي حركة تنموية أخرى، خاصة وأنها مرتبطة بشكل مباشر مع أراضي مزرعة العبودي بلقاسم.
ويأمل السكان رغم نقلهم لانشغالاتهم إلى السلطات المحلية بالسطارة ضرورة تفعيل وعود البلدية ميدانيا، خاصة ما يتعلق بشطر الطريق في القريب العاجل، لتسهيل تنقلاتهم ونقل المواد المختلفة إلى المنطقة كمواد البناء.
جمال. ك