ما زال مرضى الجهة الغربية لولاية جيجل يعانون الأمرين، خاصة بعد أن تلاشى البريق الذي علقوا عليه آمالا كبيرة، وهو وضع مستشفى 60 سريرا ببلدية زيامة منصورية الواقعة في أقصى غرب الولاية مع حدود ولاية بجاية حيز الخدمة.
فهذا المشروع ما زال يراوح مكانه إثر التأخر الذي طاله منذ مدة طويلة، رغم أنه كان محل زيارات عديدة للسلطات المحلية لولاية جيجل، ورغم الوعود التي أطلقت بخصوصه لتسليمه، لكن لا حياة لمن تنادي، وهو ما جعله محل احتجاج أعضاء المجلس الشعبي الولائي في دورته العادية الثالثة الماضية، أين كان محل تساؤل عن سبب هذا التأخر وعدم التزام مقاولة الإنجاز بالآجال، وهو ما جعل الأمين العام لولاية جيجل يؤكد أن المشروع محل متابعة وأن مقاولة الإنجاز قد قدمت مهلة لتسويته بصفة نهائية وتسليمه، للقضاء كلية على معاناة مواطني سكان بلديات الجهة الغربية من الولاية، وخاصة المرضى من أصحاب الحالات الإستعجالية، الذين يطالبون بالتدخل السريع والفوري لإنقاذ حياتهم.
ومن الصعوبات التي نجمت عن هذا الوضع وزادت من معاناة سكان المنطقة برمتها، بكل بلدياتها ومناطقها المعزولة، صعوبة التنقل إلى عاصمة الولاية جيجل، والخطر المحدق بحياة المرضى طوال هذه المسافة والمدة، وصعوبة الطريق سواء خلال فصل الصيف مع الإكتظاظ المروري الكبير الذي يصبح سمة من سماتها، أو خلال فصل البرد أين سجل سقوط الأحجار والأتربة والإنزلاقات أحيانا، وكل هذه تبقى عناوين فصول معاناة سكان زيامة منصورية.
كما يضاف إلى كل هذه المشاكل، عدم توفر الإمكانات اللازمة للتكفل بالمرضى حاليا على مستوى العيادة الطبية المتعددة الخدمات المتوفرة بزيامة منصورية، وهو ما يفرض نقلهم إلى عاصمة الولاية جيجل لتلقي العلاج على مستوى مصلحة الإستعجالات الطبية بمستشفى محمد الصديق بن يحيى بوسط مدينة جيجل، وهو الوضع الذي أصبح يهدد مباشرة حياة المرضى، ومما يضاف إلى معاناة المواطنين في هذا المجال أيضا صعوبة تنقل أهالي المرضى في حالات التكفل بمرضاهم داخل مستشفى محمد الصديق بن يحيى، وبُعد المسافة بين الجهة الغربية ومدينة جيجل، وكذا مصاريف التنقل اليومية، هذا في ظل الأخطار الجانبية.
الجميع من سكان بلديات زيامة منصورية والبلديات المجاورة لها، أبدوا فرحتهم العارمة بانطلاق هذا المشروع خلال السنوات الماضية، لكن فرحتهم لم تعمر كثيرا بفعل هذا التأخر في الإنجاز، الذي خيب آمالهم وطموحاتهم بتوفر العناية الصحية في عقر دارهم دون التنقل إلى مستشفى جيجل. وعن هذه الوضعية ما زال سكان هذه الناحية من الولاية يطالبون، بل يلحون على ضرورة التدخل العاجل لإلزام مقاولة الإنجاز بإنهاء المشروع وتسليمه حتى يستفيد منه سكان المنطقة، وهو ما عبر عنه الأمين العام للولاية بن قويدر عبد الكريم بعد استفسار وتدخل أعضاء المجلس الشعبي الولائي خلال الدورة الأخيرة، أين أشار إلى أنه اتصل بصاحب مقاولة الانجاز مباشرة، ليقدم هذا الأخير بدوره التزاما بإتمام المشروع وتسليمه في أقرب وقت ممكن، كما أشار إلى أن هذا الملف من الملفات التي يتابعها وطلب تقارير حولها.
جمال. ك