من القطاعات التي تراهن عليها وتعكف على تنميتها ولاية جيجل قطاع الصحة، الذي يعرف ديناميكية خاصة في إنشاء مؤسسات وعيادات خاصة من طرف مستثمرين خواص، في مجالات عديدة الفائدة منها خدمة المواطن وتحسين ظروف استقباله وتوفير كل الخدمات التي يحتاجها داخل الولاية دون الحاجة للجوء إلى العيادات الطبية والخروج إلى الولايات الأخرى، وهو ما استحسنه مواطنو الولاية في انتظار تجسيد كل هذه المشاريع ميدانيا، ووضعها حيز الخدمة، بحيث أن الرهان الأكبر هو القطاع الخاص. وفي هذا الشأن تم مؤخرا منح قرارات استفادة لإنشاء عيادات طبية خاصة في عدة اختصاصات، وعلى مستوى عدة مناطق، هذا في ظل النقائص الكبيرة التي يسجلها القطاع العام، سواء كان على مستوى ولايات الولاية الكبرى، محمد الصديق بن يحيى بجيجل، مجذوب السعيد بالطاهير، وبشير منتوري بالميلية، فرغم محاولات تقديم أحسن الخدمات للمواطنين ما زال الواقع أبعد بعض الشيء من حاجيات المواطنين، ومن أهم مشاكل القطاع العام نقص الأطباء وبالأخص الأطباء الأخصائيين.
ولدفع عجلة هذا القطاع في إطار المصلحة العامة، وتحسين ظروف معيشة المواطنين، قام والي ولاية جيجل في الآونة الأخيرة، بعقد لقاءات مع مستثمرين خواص مهتمين بمجال قطاع الصحة، والراغبين في إنشاء عيادات طبية في اختصاصات متعددة، ومن هذه المشاريع مشروع توسيع وحدة لإنجاز الحقن الطبية بمدينة جيجل، وكذا مشروع هام آخر وهو منح قرار حق الامتياز لمستثمر خاص من شباب الولاية، الراغب في إنجاز مركز التصوير الطبي على مستوى بلدية جيجل، مركز لتصفية الدم، مركز خاص بطب العيون ومركز آخر خاص بطب النساء.
من جهتها، عيادة الشفاء التي ساهمت بشكل ملحوظ جدا في تخفيف الضغط على المؤسسات الإستشفائية والقطاع العام بصفة عامة، استفادت من عملية توسيع نشاطها عن طريق قرار حق امتياز لإنجاز مركز للتصوير بالرنين المغناطيسي، ومصلحة للطب النووي وأخرى لتصفية الكلى، والتي ينتظر أن تستقبل “16” مريضا دفعة واحدة ومصلحة لطب العيون ومصلحة الطب الداخلي، بحيث سيوفر هذا المشروع “50” منصب شغل جديدة، منها ثمانية أطباء في مختلف التخصصات.
كما تتحدث بعض المصادر أنه حاليا يتم إنجاز سبع عيادات طبية أخرى، هي في مرحلة الإنجاز، والتي تؤكد نفس المصادر أنها بلغت نسبا متقدمة في الإنجاز، بحيث ستكون هذه المشاريع السبعة دفعا حقيقيا لقطاع الصحة في الولاية، وهو ما سيساهم في تقليل معاناة القطاع نفسه دون الحديث عن معاناة المرضى، كما ستسمح هذه المشاريع والعيادات السبعة بتخفيف الضغط على المستشفيات، وتوفير خدمات جديدة للمواطنين.
خلال لقاءاته التي جمعته مع هؤلاء المستثمرين، أكد والي الولاية السيد بشير فار على تشجيع كل المبادرات التي من شأنها تقديم خدمات للمواطنين والمساهمة في تحسين ظروف حياتهم ودفع الإقتصاد الوطني والمحلي، وأكد على دعم كل ملفات الإستثمار، لدعم المستثمرين الراغبين في دخول هذا المجال، ووعد بتقديم كل التسهيلات لدفع قطاع الصحة والنهوض به وتنميته على مستوى الولاية.
جمال. ك