جيجل… عجلة التنمية تتوقف بمشاتي بني فرح ببودريعة

جيجل… عجلة التنمية تتوقف بمشاتي بني فرح ببودريعة

يتفق سكان بني فرح وكذا السلطات المحلية لبلدية بودريعة بن ياجيس على أن هذه المنطقة تملك مؤهلات هائلة لتصبح قطبا فلاحيا بامتياز، خاصة في مجال تربية المواشي وزراعة الأشجار وتربية النحل، أين تساعد طبيعة المنطقة الجبلية الكثيفة بالأشجار المختلفة، وأغلبها أشجار البلوط في تسهيلها، إضافة إلى إعطائها صورة جمالية ملفتة، وهو ما يمكن أن يسهّل استغلالها أيضا في إطار السياحة الجبلية، التي يمكنها أن تقدم الإضافة لنشاطات السكان.

 

انهيار الجسر واستعمال الأحمرة لنقل مختلف المقتنيات والمؤن

وانطلاقا من محاولات المواطنين المتكررة، بمبادرات تضامنية أولها إنجاز معبر الأمل، الذي ربط ضفتي المنطقة التي يفصلها وادي جن جن الخطير، خاصة مع ارتفاع منسوب المياه فيه، وبعد تزايد نسبة تساقط الأمطار، حيث أكد بعض مواطني القرية والبلدية أن وادي جن جن قد حصد حوالي “30” روحا من مختلف الأعمار، خاصة وأن الجسر يربط بين حدود البلديتين بودريعة بن ياجيس وتاكسنة، ويربط من جهة البلدية الأم “بودريعة بن باجيس” بأربعة مداشر هامة وذات كثافة سكانية، وهي بني فرح الأقرب إلى الجسر، بوشقايف، تيغدوان وبوجوادة، خاصة وأن المنطقة تضم أكثر من  “500” نسمة، حيث سجل خلال الشهر الماضي تعرض جسر الأمل الذي أنجز منذ سنوات إلى الإنهيار بفعل ارتفاع وقوة مياه الوادي، وهو ما زاد من تلاحم أهالي المنطقة مرة أخرى الذين يعملون على ترميم الجسر لإعادة وضعه حيز الخدمة، وبذلك تخفيف معاناة المواطنين مع مشكلة العزلة، التي يصفونها بالقاتلة، وصعوبة نقل مقتنياتهم والمؤن إلى منازلهم.

 

مسلك قديم مهترئ وغير صالح للإستعمال

وأشار السكان إلى أن المسلك الترابي القديم الذي يمتد على أزيد من “05” كيلومترات، يبقى أصعب بكثير من الوادي، خاصة مع تساقط الأمطار، وتحوله إلى برك من الطين والأوحال، فهو مسلك مهترئ وغير صالح للإستعمال رغم محاولات الأهالي المتكررة لإصلاحه، وهو ما يدفع بهم حاليا لاستعمال الأحمرة في نقل مختلف المواد وكذا نقل قوارير غاز البوتان وتكبد كل أنواع المعاناة.

 

معاناة المتمدرسين والعمال، انعدام شبكة المياه والصرف الصحي

أطفال هذه المناطق وحتى العمال ضحايا لهذه الوضعية الصعبة التي تسبب فيها انعدام الطرق، حيث يزاول التلاميذ دراستهم على مستوى مركز البلدية وحتى في البلديات المجاورة، كبلدية تاكسنة وقاوس، وهو ما يخلق لهم صعوبة بشكل متواصل في التنقل، بحيث أن تلاميذ الطور الإبتدائي يتابعون دروسهم في منطقة أولاد طاهر التابعة للبلدية، ويتوجهون إليها مشيا على الأقدام وعلى مسافة أكثر من “05” كيلومترات، وهو ما يعرضهم لمختلف الأخطار، وهنا يطرح التساؤل عن عدم توفر مدرسة في المنطقة؟

كما أشار مصدرنا إلى أن المنطقة تعاني من انعدام شبكة لتوزيع مياه الشرب، وهو ما يفرض على السكان التزود بها من الينابيع الطبيعية، التي تبقى رهينة الطبيعة، سواء من حيث الوفرة، أو من حيث نظافتها، بتعرضها إلى أمراض يمكن أن تنقل إلى الأهالي بفعل استعمال هذه الينابيع من طرف الحيوانات الأليفة والمتوحشة، إضافة إلى عدم توفر شبكة صرف المياه القذرة، وهو ما يمكن أن يتسبب في انتشار الأوبئة بفعل استعمال الحفر الصحية.

 

انعدام الكهرباء والغاز.. المعضلة الأكبر للأهالي

أما المعضلة الأكبر بالنسبة لأهالي هذه المناطق، وهي بني فرح، بوجوادة وليغدوان فهو انعدام الشبكة الكهربائية، فأشارت مصادرنا إلى استنكارهم لهذه الوضعية، التي يرفضونها جملة وتفصيلا، خاصة ونحن على بعد أيام فقط من سنة 2020، إضافة إلى تسجيل صعوبة كبيرة في التزود بغاز البوتان وعدم توفر هذه المادة بالشكل المريح لهم، وهم ما يدفعهم إلى استعمال الحطب في التدفئة والطهي.

للإشارة، فقد أشارت نفس المصادر إلى أن هناك مشروعا في الأفق، في مرحلة الدراسة، الهدف منه إيصال الكهرباء إلى هذه المناطق وتزويدها بالكهرباء.

 

المطالبة بتوفير الظروف الملائمة للعودة والاستقرار في المنطقة

وقد أدت صعوبة الحياة في هذه المناطق إلى هجرة الكثير من الأهالي إلى تجمعات ومراكز سكانية أخرى بغية البحث عن العيش الكريم وحماية العائلات من أخطار العشرية السوداء، ورغم هذه الظروف ومع تحسن الوضع الأمني في الوقت الراهن سجلت منذ عدة سنوات محاولات الأهالي العديدة للعودة إلى أراضيهم ومنازلهم، والاستقرار فيها، بإحياء مختلف نشاطاتهم الفلاحية، حيث يؤكد البعض أن العديد منهم قد قاموا بترميم سكناتهم من أموالهم الخاصة، وهو ما يعيق هذه العملية لضعف المستوى المعيشي لهم، وبالمناسبة فالأمل بالنسبة للسكان المتواجدين في هذه المناطق، وحتى للراغبين في العودة إليها فإنهم يرجون توفير الظروف الملائمة لتسهيل عودتهم إلى أراضيهم وممتلكاتهم، لغرض بعث حياة جديدة فيها ونشاطاتهم الفلاحية، وهذا بتخصيص مشاريع لإنجاز طرق ومسالك مهيأة تربط كل المشاتي، إضافة إلى إنجاز جسر وطريق للقضاء على عزلة المنطقة برمتها، وتدعيمهم بمختلف الإعانات وعلى رأسها البناء الريفي والإسراع في ربط المشاتي بمختلف الشبكات.

جمال كربوش