جيجل… طوابير واكتظاظ أمام المحلات وحياة السكان في خطر

جيجل… طوابير واكتظاظ أمام المحلات وحياة السكان في خطر

بدأت نداءات الأطباء والمختصين في الأمراض الوبائية بجيجل، تدعو إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر فعالية وأكثر صرامة للحد من انتشار وباء كورونا في الولاية، خاصة مع الإرتفاع الذي تشهده في عدد الإصابات، وهو الرقم الذي بات يطرح العديد من الأسئلة، حول مصدر هذه الحالات الجديدة، وكذا البؤر الجديدة التي ظهرت، والتي تتطلب محاصرتها في مهدها قبل أن تكون مصدرا لإنتشارها، وما زاد من قلق المواطنين هو تسجيل سلوكات تعبر على درجة استهتار البعض بخطورة هذا الوباء.

وفي الوقت الذي سجل فيه ارتياح من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتوسيع دائرة النشاطات التجارية المختلفة، وبذلك التخفيف من أعباء الحجر المنزلي، الذي تحول عند بعض التجار إلى نقمة، وانطلاقها وخاصة منها التي تتزامن مع شهر رمضان المبارك، فإن استياء هؤلاء المختصين نجم عن السلوكات السلبية التي يقوم بها بعض المواطنين، لعدم اكتراثهم لخطر الوباء والتجمعات خاصة أمام محلات بيع الحلويات المختلفة والزلابية، وقلب اللوز، وهو ما ينذر، حسبهم، بالخطر في ظل تواصل اتساع دائرة الوباء إلى درجة تسجيل 43 حالة في الوقت الذي كانت الحالات المرضية تعد على الأصابع.

ولذا، فإن تخفيف تدابير الحجر المنزلي وعوض استغلال ذلك إيجابيا، قد يتحول مع استمرار هذا التهاون إلى خطر حقيقي، وقد تتحول هذه الفضاءات إلى مصدر لانتشار فيروس كورونا “كوفيد 2019”.

وفي هذا الشأن، دعا المختصون إلى ضرورة تشديد هذه الإجراءات حماية للمستهلكين من خطر الوباء، وخاصة على مستوى أصحاب هذه النشاطات التجارية التي باتت مكانا للتجمعات وخلق طوابير خلال اليوم كله تقريبا، وحتى بالنسبة لإجراءات النظافة الخاصة بالمكان والأشخاص العاملين في هذه الفضاءات، فالهدف الأول هو ضرورة تأمين المواطنين والحفاظ على صحتهم.

وحتى بائعو هذه الحلويات على الطرق خارج المحلات وبدون سجلات تجارية أحيانا، وهو ما يسجل في عديد المناطق، ومنها ما يثير القلق كما هو الحال بالنسبة لحي العشرين من أوت بالميلية، الذي تحول إلى سوق جديدة في المدينة حسب تعبير أحد المواطنين، أين تكثر فيه الحركة إلى درجة الإزدحام منذ الصبيحة، ويسجل على مستواه بيع كل ما يحتاجه الصائم، ومنه “قلب اللوز” الذي يباع على قارعة الطريق دون رقيب أو حسيب، إضافة إلى الزلابية والكثير من المواد الأخرى والمنتجات التي يحتاجها الصائم، وقد أبدى الكثير من المواطنين استياءهم من هذه الظاهرة التي يرون فيها الخطر الحقيقي على صحة سكان المدينة، ورواد هذا الفضاء الذي يقع وسط مدينة الميلية، وخاصة بعد الحالات التي ظهرت على مستوى المنطقة، وأصبحت حديث العام والخاص.

وبين هذا وذاك، تبقى صحة المواطنين الأهم قبل كل شيء، وتبقى الإجراءات الصارمة التي لا بد أن تتخذ أحيانا، السبيل الوحيد لتفادي الوقوع في كارثة حتى ولو كان ذلك على حساب يوميات المواطنين، لكن يبقى الهدف الأسمى وهو ما يطمح إليه أغلبية سكان الولاية هو محاصرة الوباء في مهده بدل المشاركة والمساهمة في نشره.

جمال.ك