تعتبر منطقة فوندوس من التجمعات الكبيرة التابعة لبلدية سيدي معروف الواقعة في أقصى شرق ولاية جيجل، على طرف الطريق الوطني رقم 27 الرابط بين جيجل وقسنطينة. فحداثته لم تشفع له، خاصة أنه ولد ولادة قيصرية، في وقت كانت الظروف الإجتماعية والأمنية أقوى بكثير من الواقع المعاش، وهو ما يؤكده رئيس جمعية الحي بلال بيطاط، الذي كان لنا معه لقاء تناولنا فيه التركيز على واقع الحي الصعب، وأسباب هذا الواقع، الذي تكون في كل مرة دافعا للمطالبة بضرورة تحسين وضعيته.
وقد أشار نفس المتحدث إلى أن حي فندوس تشكل بعد الظروف الأمنية الصعبة التي عاشتها المنطقة برمتها، وهو ما تسبب في هجرة العديد من العائلات إلى هذه المنطقة سواء من أطراف بلدية سيدي معروف، أو من بلدية أولاد رابح التي عاشت الويلات أثناء العشرية السوداء، إضافة إلى ذلك ظاهرة التوسع العمراني غير الطبيعي في المنطقة امتدادا لمركز البلدية، والذي كان باتجاه هذا الحي، وهو ما أدى إلى زيادة عدد السكان فيه وكبر حجمه، وبذلك كبرت مطالب السكان التي باتت اليوم واقعا صعبا بالنسبة لهم.
هذه النقائص نُقلت إلى كل المسؤولين
…حيث نجدهم وكما أكد السيد بلال أنها كانت وما زالت محل مطلب من السلطات المحلية لتوجيه مشاريع حقيقية من شأنها أن تغير هذا الواقع، وأن تحسن الظروف المعيشية لسكانها، وقد أشار إلى أهم المشاكل والنقائص التي يعاني منها الحي، والتي كانت محل مقابلات وإرساليات وجهت إلى كل المسؤولين على مستوى البلدية والدائرة، والولاية ومدير الموارد المائية، ومدير الطاقة، مديرية البناء والتعمير، والتي نوجزها في ما يلي:
اعتماد السكان على الحفر الصحية وخروج القذارة إلى الحي
من أهم المشاكل التي تستدعي التدخل العاجل والسريع لإحتواء حدتها، وللقضاء على الخطر الذي تشكله، انعدام شبكة لتصريف المياه القذرة عن المساكن، خاصة وأن كل سكنات الحي تعتمد على الحفر الصحية، وهي اليوم ممتلئة إلى درجة خروج مياهها القذرة إلى العراء، وهي اليوم تطفو فوق سطح الأرض، وتجري في المجاري المائية، وهو ما يعتبر حسب ما يراه كل سكان الحي خطرا حقيقيا على الصحة العامة، داخل الحي أو في الأحياء المجاورة له، التي تقع أسفله.
غياب التهيئة وحرمان السكان من رخص البناء والبناء الريفي
وتقريبا في نفس الإطار، يشتكي سكان الحي من غياب التهيئة وانعدامها بشكل تام، وهو مصدر آخر للقلق يزيد من صعوبة الحياة اليومية للسكان، خاصة وأنه تزامن مع إشكال آخر له علاقة مباشرة أيضا معه وهو عدم تمكين سكان الحي من رخصة البناء، وهذا بسبب عدم منح السلطات المحلية على مستوى البلدية لرخص البناء لهم، وفي هذا الشأن يؤكد السيد بلال بيطاط أن هذا الإجراء يعود إلى ورود خطأ في مراجعة المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لسنة 2014، وهو ما أدى حاليا إلى حرمان حوالي 200 مواطن من الحصول على رخصة البناء، وبذلك حرمانه من تلقي مساعدات الدولة في إطار البناء الريفي، وهو ما يزيد طبعا من معاناة السكان.
انعدام شبكة لتوزيع المياه
كما سجلنا صورة أخرى من معاناة سكان حي فوندوس، وهو اعتمادهم في جلب المياه إلى بيوتهم على مياه الصهاريج سواء للشرب أو للغسيل، وهذا منذ تسعينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا، بحيث أن هذا الواقع يزيد من مرارة يومياتهم وصعوبتها، خاصة وأن ذلك يكلفهم الكثير من المال والأعباء الأخرى كمشقة البحث عن المياه، بحيث أشار محدثنا إلى توقف مشروع جلب المياه إلى الحي، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات.
تسجيل 40 مسكنا غير مربوط بالكهرباء والغاز
في مجال الربط بالشبكة الكهربائية، أشار أيضا إلى أنه يسجل حاليا “40” مسكنا غير مربوط بالكهرباء وكذا بالغاز الطبيعي، ومن المتناقضات التي تطرح نفسها في هذا الموقف وجود السكنات المربوطة على بعد ثلاثة “03” أمتار فقط عن السكنات غير المربوطة.
حاجة الحي إلى مدرسة إبتدائية
من جهة أخرى، وفيما يتعلق بالأطفال المتمدرسين، فقد أكد السيد بلال بيطاط أن الحي في حاجة ماسة إلى وجود مدرسة ابتدائية، وغيابها اليوم يفرض على الأطفال الصغار التنقل على مسافة حوالي أكثر من “3” كيلومترات للإلتحاق بمقاعد الدراسة على مستوى حي الساحل أو في مركز البلدية، وأن هذا يضعهم في خطر التعرض إلى حوادث المرور، وإلى الأخطار التي يمكن أن تحدث بسبب المركبات على مستوى الطريق الوطني رقم 27، أو في الطريق الرابط بين سيدي معروف والمانتايا.
المحجرة المجاورة تتسبب في تشقق سكنات الحي
آخر إشكال طرح خلال هذا اللقاء هو خطر المحجرة الموجودة بالوادي المحاذي للحي، التي تتسبب في تشقق المنازل نتيجة الإنفجارات التي يقوم بها صاحبها لاستخراج الحجارة، ثم محطة تحضير مادة الخرسانة الزفتية الموجودة على مستوى المحجرة التي ينبعث منها الدخان، وهو ما يمكن أن يتسبب في إصابة السكان بأمراض وأوبئة، إضافة إلى خطر الشاحنات العابرة للحي والتي تنقل الخرسانة الزفتية وحصى المحجرة، والتي تشكل خطرا على المواطنين وخاصة على الأطفال.
جمال كربوش