جيجل… سكان أولاد رابح يشتكون تدهور واقع الصحة وتأخر ربط سكناتهم بغاز المدينة

جيجل… سكان أولاد رابح يشتكون تدهور واقع الصحة وتأخر ربط سكناتهم بغاز المدينة

في أول خرجة رسمية له، تنقل والي ولاية جيجل الجديد عبد القادر كلكال إلى بلدية أولاد رابح، الواقعة جنوب شرق الولاية على الحدود مع ولاية ميلة.

وتعتبر هذه البلدية من أفقر البلديات على مستوى الولاية والأكثر عزلة، نظرا لتواجدها في تضاريس جبلية صعبة جدا، وامتداداتها في نفس التضاريس غربا حتى إلى حدود بلدية بوراوي بلهادف من منطقة الريشية، ومن الناحية الشرقية بلديات ولاية ميلة.

وقد استهل الوالي زيارته من مقبرة الشهداء، التي وضع حجر أساسها والي الولاية السابق بشير فار، وأشرف على عملية دفن رفات “04” من شهداء الثورة التحريرية المباركة، وهم بوحوش لخضر (1923/ 1959)، بوسبتة السبتي (1925/ 1961)، بوسبتة ابراهيم (1927/ 1961)، رحمة محمد (1927/ 1960)، حيث تعد هذه المقبرة الأولى على مستوى الولاية، رغم أن البلدية عرفت عدة معارك كبيرة وكانت معقلا للثورة ومركزا للمجاهدين، كما أشرف أيضا على عملية تشجير رمزية داخل المقبرة، وقام بتسمية حي سوق الثلاثاء باسم الشهيد رحمة محمد والملعب البلدي باسم الشهيد بوسبتة السبتي.

في ساحة البلدية أشرف على حفل قدمه براعم من أبناء المنطقة بمجموعة من الأناشيد الوطنية ونشاطات أخرى، ليتم تكريم بعض من أعضاء الأسرة الثورية، الحرس البلدي والدفاع الذاتي.

على هامش هذه الزيارة، التقى والي الولاية في الساحة الكبيرة أمام مقر البلدية بالمواطنين على خلفية إقدامهم على غلق مقر البلدية منذ أزيد من شهر، حيث طالبوا منذ الوهلة الأولى بضرورة تدخل السلطات الولائية للوقوف على واقع البلدية الصعب في مجال التنمية، وكذا صعوبة العيش على مستوى البلدية للظروف المزرية التي فرضت عليهم، إضافة إلى احتجاجهم ضد المجلس البلدي الحالي، وعلى رأسه رئيس البلدية، أين شددوا على ضرورة إصلاح قطاع الصحة في البلدية وتوفير الخدمات الصحية الغائبة والأجهزة والطواقم الطبية، إضافة إلى أهم مطلب ركز عليه المواطنون والمحتجون من خلال حديثنا معهم، وهو الطريق الرابط بين مقر الدائرة والطريق الوطني رقم 27 باتجاه البلدية الذي يعرف تدهورا متواصلا، مما يصعب من حركة تنقل الأشخاص من وإلى البلدية ونقص وسائل النقل إليها.

كما طالبوا بتوفير غاز المدينة، الذي يعبر بجوار البلدية من ناحية ولاية ميلة، وهو الأمل الواعد لسكان البلدية التي تعرف برودة شديدة وتساقطا كبيرا للثلوج والأمطار كل سنة، وخاصة لصعوبة التزود بقوارير غاز البوتان وارتفاع أسعارها وتوفير المرافق الشبانية على مستوى البلدية، لافتقارها الكبير إليها، خاصة وأنهم يؤكدون على تحويل بعضها التي كانت موجودة إلى مكاتب إدارية، كما هو شأن نادي الشباب المحاذي للبلدية الذي حول إلى مكتب للسكن وهو ما وجد استنكارا كبيرا من طرف الشباب، إضافة إلى تحويل مكان “الماتيكو” ــ كما أشاروا ــ الذي صرفت لإنجازه مبالغ هامة إلى فضاء آخر، أين تم بناء في نفس المكان عمارتين، وهو ما أدى إلى حرمان الشباب من هذا المرفق، كما تحدثوا عن نقص التغطية بالكهرباء في عدة مناطق من البلدية.

كما تحدث البعض الآخر عن جملة من النقائص في عديد القطاعات، وهو ما سيكون محل تحقيق، استجابة لسكان البلدية الذين حمّلونا هذه الرسالة، ونقل واقع معاناتهم إلى السلطات المحلية بحثا عن حلول لوضعيتهم، وللعلم فقد قام والي الولاية برفقة المواطنين بفتح مقر البلدية، بعدما استمع إلى جملة الإنشغالات وإعادة الحياة إليها، مع إعطائه تعليمات صارمة لمسؤول البلدية للسهر على خدمة المواطنين في إطار جزائر جديدة، لا يقصى فيها أحد، وهو ما لقي استحسانا كبيرا من طرف مواطني البلدية.

جمال. ك