على ضوء المستجدات التي طرأت بولاية جيجل، خاصة بعد التزايد الكبير لحالات الإصابة بوباء كورونا المستجد الذي بات يهدد المواطنين، والذي يعود بالدرجة الأولى إلى عدم احترام الإجراءات والتدابير الاحترازية للوقاية من الوباء والحد من انتشاره، وهو ما سجل في كل أرجاء الولاية، بإقامة الأعراس والولائم وكذا التجمعات بمختلف الأسباب.
ولهذه الأسباب كان رد فعل السلطات المحلية لولاية جيجل حازما، بعد الحملات التحسيسية التي نظمت على عدة مستويات، ورغم عمليات التعقيم المتواصلة، فإن السلطات المحلية بجيجل، وعلى رأسها والي الولاية قرر العودة لفرض احترام تدابير الوقاية، وفقا للقرار الولائي رقم 1467 المؤرخ في 03/04/2020 المعدل للقرار رقم 1406 المؤرخ في 31/10/2020، المتضمن تعديل تدابير الحجر الجزئي المنزلي للوقاية من انتشار فيروس كورونا ومكافحته على مستوى الولاية.
بحيث فرض قرارات حازمة لإجبار الجميع على احترام إجراءات الوقاية، ومن التدابير العامة، وجوب ارتداء القناع الواقي في الأماكن العمومية، المرافق العامة، وجميع الفضاءات التجارية، ووسائل النقل المختلفة، وكذا وجوب القيام بعمليات التعقيم والتطهير في الأماكن العمومية والمرافق العامة والإدارات والفضاءات التجارية ووسائل النقل المختلفة، وجوب احترام جميع البروتوكولات الصحية المرتبطة بممارسة بعض الأنشطة في إطار تعزيز تدابير تخفيف نظام الوقاية من انتشار فيروس كورونا “كوفيد 19”.
أما فيما يخص التجمعات والحفلات والمناسبات العائلية المختلفة، فقد تقرر أيضا تعليق إبرام عقود الزواج على مستوى بلديات الولاية مؤقتا لمدة “15” يوما ابتداء من تاريخ 31/10/2020، كما منع القرار الولائي منعا باتا إقامة التجمعات وكل الحفلات والمناسبات العائلية لا سيما احتفالات الزواج والختان، وكذا خيم العزاء والتجمعات المرتبطة بذلك، إضافة إلى منع إقامة مواكب الأفراح والأعراس مهما كان نوعها على مستوى الطرقات والساحات والأماكن العمومية، ثم منع نصب خيم العزاء وإقامة الجنائز، ويجب أن يقتصر الحاضرون على أهل وأسرة المتوفي لا غير.
ولأجل التطبيق الصارم لهذا القرار، تم تكليف مصالح الولاية، إضافة إلى الأسلاك الأمنية من الدرك الوطني والشرطة، إلى مسؤولي قطاعات التجارة، الحماية المدنية، النقل، ورؤساء الدوائر والمجالس الشعبية البلدية كل حسب اختصاصه بتنفيذ محتوى هذا القرار، حماية للمجتمع، ولردع كل هذه التصرفات اللامسؤولة الصادرة عن المواطنين، والتي أعادت الوضع الصحي بهذه الولاية إلى نقطة البداية.
حول هذا القرار، ومن خلال لقاءاتنا مع سكان الولاية من بعض البلديات، سجلنا ارتياح شريحة كبيرة من المواطنين لهذا القرار، وأكدوا على ذلك بالدعوة للتطبيق الصارم لمضمون القرار، لإجبار الجميع ودون استثناء على اتخاذ تدابير الوقاية والسلامة من هذا الوباء القاتل، وللحد من انتشار هذا الفيروس الخطير، كما سجلنا نداءات بعض المرضى ممن أصيبوا به وتعافوا منه بضرورة أخذ هذا الموضوع بجدية تامة، وبحرص كبير لتفادي الإحتكاكات، وكذا تفادي التجمعات مهما كانت الظروف، والتمسك الصارم بتدابير الوقاية لحماية أنفسهم وعائلاتهم، كما أشاروا إلى حجم المعاناة التي تكبدوها خلال فترة المرض، والظروف الصحية الصعبة التي مروا بها، ومنهم من تعرضوا لضيق التنفس، وهو الخطر الذي هدد حياتهم بالدرجة الأولى لولا الرعاية الصحية التي لقوها على مستوى المؤسسات الإستشفائية.
بحيث يوجه هؤلاء نداءات للمواطنين بضرورة عدم التهاون مع هذا الخطر، وضرورة ارتداء الكمامات واستعمال وسائل التعقيم في كل مكان للحيلولة دون الإصابة بالعدوى.
جمال.ك