من المشاكل التي تزيد من معاناة المواطنين بولاية جيجل، الإضراب الذي شنه في الآونة الأخيرة الناقلون الخواص الناشطون على مستوى عدة خطوط ما بين البلديات، والموزعة على عدة بلديات منها نحو جيملة، بودريعة بن ياجيس، الميلية، أولاد يحيى خدروش، تاكسنة، سيدي معروف والعنصر، بحيث أثّر ذلك على حركة المواطنين العادية وظروف تنقلاتهم اليومية سواء كان ذلك للعمل أو لأغراض أخرى.
وتعود أسباب هذا الإحتجاج الذي جُسد في التوقف عن العمل وشل حركة تنقل الأشخاص، إلى الإجراءات الإدارية والتدابير الوقائية الناتجة عن تطبيق البروتوكول الصحي الصارم الذي دعت إليه السلطات المعنية ووضعته حيز التطبيق، بغية الحد من انتشار وباء كورونا “كوفيد 19″، والحد من نقل العدوى بين المواطنين عن طريق الإحتكاكات داخل الحافلات، وهو ما خلف شللا كبيرا سجل على مستوى المحطة الشرقية لمدينة جيجل، وكذا في حركة النقل باتجاه البلديات المعنية.
وقد بدأ الإحتجاج بعد التذمر الذي أشار إليه هؤلاء جراء العقوبة المسلطة على الناقلين المخالفين التي حددتها السلطات المعنية بعشرة آلاف دينار جزائري، إضافة إلى السبب الثاني المتمثل في تعليق نشاطاتهم خلال فترة نهاية الأسبوع، وهو ما يضر بإيراداتهم ويؤثر على حياتهم اليومية، إضافة إلى إرغامهم على تخفيض عدد الركاب ليكون 13 راكبا فقط، وهو ما يعني نقل نصف العدد العادي للحافلات، تطبيقا للتعليمات الصارمة في هذا المجال التي تنص على نقل ما نسبته 50 بالمائة من الركاب. أصحاب الحافلات ومن خلال احتجاجهم الذي جسدوه في التوقف عن العمل وشل حركة تنقل الأشخاص عبروا عن سخطهم من الوضع الذي آلوا إليه وجعلهم في حاجة ماسة لمساعدتهم لضعف مردودهم، ما يجعلهم في حرج متواصل أمام توفير متطلبات الحياة لعائلاتهم.
من جهة أخرى، سجلنا تذمرا كبيرا للمسافرين، وخاصة منهم العاملين خارج مناطق سكناهم، أين أدى ذلك إلى عدم التحاق الكثير من الموظفين في كل القطاعات بمقرات عملهم، أو التأخر عن مواعيد العمل، وكذا التأثير على الطلبة وعلى التحاقهم بمقاعد الدراسة على مستوى عدة مناطق. كما أشارت مصادر إلى أن التوقف اقتصر على النقل ما بين البلديات، دون أن يمس الناقلين على مستوى النقل الحضري، وهو ما سجل على أرض الواقع.
وبين محاولة إيصال أصحاب الحافلات انشغالاتهم حول الظروف الصعبة التي يعيشونها في ظل الظرف الصحي للبلاد، وشل حركة تنقل الأشخاص ومصالحهم، تبقى مصالح المواطنين معطلة إلى غاية القضاء كلية على فيروس كورونا “كوفيد19″، وهو المطلب الصعب الحصول عليه لحد الآن.
جمال. ك