جيجل: أزمة مياه حادة تحاصر سكان أولاد رابح

elmaouid

تعتبر بلدية أولاد رابح من البلديات الفقيرة، نظرا لضعف المداخيل المالية، ما يجعلها في ظروف صعبة تعتمد في تنميتها على الموارد المالية والإعانات التي تقدمها الدولة في إطار البرامج البلدية للتنمية، وكذا البرامج

القطاعية المختلفة في عدة مجالات، إضافة إلى ذلك تتواجد هذه البلدية في منطقة داخلية معزولة على الحدود بين ولايتي جيجل وميلة، والتي تعاني من نقص وسائل النقل لعدم تواجد البلدية بالقرب من الطريق الوطني رقم: 27 الرابط بين جيجل وقسنطينة.

 

المواطنون يعانون من أزمة نقص المياه

تعاني هذه البلدية من نقائص في عدة مجالات منها الإستثمار الفلاحي، التغطية الصحية، ضعف شبكات الطرق ووسائل النقل وحاجة البلدية إلى فتح مسالك وطرق جديدة، أو تهيئة المسالك الموجودة على مستوى المشاتي، وكل ذلك يؤدي إلى خلق معاناة كبيرة للمواطنين والتأثير سلبا على يومياتهم، وعدم استقرارهم في المنطقة، لكننا أردنا من خلال صرخات المواطنين التركيز على أهم مشكل تعاني منه البلدية برمتها وبدرجات متفاوتة بين مركز البلدية ومختلف المشاتي، وهو نقص المياه في بعض المناطق وانعدامها في مناطق أخرى، وهو ما جعل البلدية تتخذ إجراءات مستعجلة لتزويد السكان بالمياه، وإيصالها إلى بيوتهم عن طريق استعمال الصهاريج.

 

توفر شبكة التوزيع بدون مياه بمركز البلدية وانعدامها في أغلب المداشر

وقد قال بعض المواطنين إن هذا الإشكال عويص جدا يستدعي تدخل المصالح الولائية لتخفيف معاناة المواطنين، هذا في ظل افتقار البلدية لموارد مالية خاصة تمكنها من إنجاز مشاريع في هذا الإطار، وقد أشار البعض إلى أن مناطق البلدية تختلف معاناتها، فمنها التي تحتوي على شبكة ولا مياه فيها ومنها التي لا تحتوي على شبكة، ومنها من تتوفر على شبكة، ولكنها مهترئة، وتصب كل هذه المظاهر في خانة واحدة أزمة مياه حادة، بالإضافة إلى تسجيل اعتماد بعض المداشر على الينابيع الطبيعية، وبذلك تبقى هذه المناطق تحت رحمة ما تجود به هذه العين من مياه، والأخطار الصحية التي يمكن أن تحدث بسبب اعتماد الحيوانات في نفس المنطقة على هذه الينابيع.

 

افتقار البلدية للموارد المائية

وقد أشار ممثلو القطاع إلى أن هذه البلدية تعتبر من أفقر البلديات في هذا المورد، لانعدام مصادر المياه على ترابها بالشكل الذي يمكن أن يلبي حاجيات السكان في الشرب، حيث أكد رئيس القسم الفرعي للموارد المائية أن البلدية تعاني من أزمة كبيرة لمياه الشرب، وخاصة مركزها، أين يعتمد السكان على ثلاثة منابع بمنسوب 3,2 لتر في الثانية، هي نسبة ضعيفة جدا، وهذا بالمقابل مع احتياج المواطن الذي يصل إلى أكثر من 600 متر مكعب في اليوم، في حين يصل الإنتاج إلى 276 متر مكعب، وهو ما يسجل عجزا كبيرا، يرغم مصالح البلدية على بذل مجهودات كبيرة لتغطية هذا النقص عن طريق الصهاريج، كما أكد أن ظاهرة عدم توفر الموارد المائية الكافية التي يمكنها أن تلبي حاجة السكان بهذه المادة الحيوية تسجل في العديد من مشاتي البلدية القريبة والبعيدة، أما عن شبكة التوزيع فيؤكد أنها موجودة ومنجزة بنوعية جيدة على مستوى مركز البلدية، أما في المناطق والمداشر البعيدة فيسجل عدم وجود الشبكة أصلا، باستثناء منطقتي المرجة وبومسعود، أما المداشر المتبقية فلا توجد بها شبكة لتوزيع مياه الشرب.

 

سكان أولاد رابح يعلقون آمالا كبيرة على مشروع سد بوسيابة لتزويدهم بمياه الشرب

في هذا الشأن، يؤكد رئيس البلدية أن البلدية فعلا تعاني من أزمة مياه حادة، وخاصة في فصل الصيف أين يقل منسوب مياه الينابيع ، وهو ما يشكل مشاكل عويصة جدا لمواطني البلدية أيضا، التي تقوم حاليا بتزويد المناطق المتضررة بالمياه عن طريق الصهاريج، فيؤكد أنه يتم تزويد سبع “07” مدارس إبتدائية، وإكماليتين “02”، وثانوية “01” بمياه الصهاريج.

ويؤكد أيضا أن السلطات المحلية بأولاد رابح وكذا المواطنين يعلقون آمالا كبيرة جدا على مشروع تزويد البلديات الستة الشرقية لولاية جيجل بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من سد بوسيابة، وهو المشروع الذي عرف تأخرا – كما أكد -، حيث يطالب بالمناسبة السلطات الولائية بتسريع وتيرة الإنجاز لإنهاء هذا المشروع في القريب العاجل، وهذا لتخفيف معاناة المواطنين في هذا المجال، خاصة على مستوى الشريط الذي يمتد من قرية أنقية إلى مركز البلدية، هذا وخاصة أن البلدية قامت بتجديد بعض الشبكات الخاصة بمياه الشرب التي تم تخريبها خلال العشرية السوداء عن طريق الربط العشوائي بمركز البلدية، إضافة إلى مناطق بوسعود، أنقية المرجة، التي جددنا فيها الشبكات وأنجزنا فيها خزانات جديدة، في انتظار تحقيق هذا الأمل وهو ربط البلدية بمياه الشرب انطلاقا من سد بوسيابة.

حيث تقوم البلدية بتزويد السكان بمياه الشرب عن طريق الصهاريج بمعدل يختلف من فصل إلى فصل ليكون من العادة كل عشرة أيام في الأيام العادية في فصل الصيف، إضافة إلى تدعيم الخزانات بالمياه بالصهاريج أيضا، حتى نستدرك النقص، وهنا أشير إلى أن قرية الديسة التي نقوم بتزويدها بالصهاريج قد استفادت مؤخرا من مشروع إنجاز شبكة لتوزيع المياه وخزان مائي بسعة مائة “100” متر مكعب، وهو ما سيخفف عن البلدية هذه المعاناة.

 

وزير الداخلية أمر بإعداد بطاقات فنية لتزويد كل المداشر بالمياه الصالحة للشرب من سد بوسيابة

للإشارة، فإن مشروع تزويد البلديات الشرقية لولاية جيجل، قد عرف زيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد نورالدين بدوي، الذي وقف على وضعية هذا المشروع، وأكد على ضرورة تسريع وتيرة الإنجاز لإيصال مياه سد بوسيابة إلى هذه البلديات، كما قدم في عين المكان تعليمات بضرورة قيام البلديات بإعداد وتقديم بطاقات فنية الهدف منها إيصال وتزويد المداشر والقرى المختلفة والبعيدة الموزعة على مستوى هذه البلديات بمياه الشرب، وهو ما يعلق عليه سكان هذه المناطق آمالا كبيرة، تقضي على معاناتهم ومنهم سكان بلدية أولاد رابح برمتها وليست مداشرها فقط.