ما زال سكان منطقتي الطهيرة والدمنة التابعتين إلى بلدية خيري واد عجول يعانون من حدة العطش، خاصة خلال هذا الموسم الذي عرف بالحر الشديد وتزامن ذلك مع موسم الإصطياف وكثرة توافد السواح على بلدية خيري واد عجول باعتبارها واحدة من البلديات الساحلية الجاذبة للمصطافين وبشكل كبير جدا.
ومقابل هذا الجمال الخلاب نسجل شكوى سكان المنطقتين، وبشكل حاد هذه المرة، نظرا لشدة معاناتهم مع العطش، وطول مدة هذه المعاناة، حيث يؤكد السكان أن أزمة غياب المياه طال أمدها بل اشتدت بالمقارنة مع السنة الفارطة، وهو ما يتخوف منه السكان إذا ما زادت معاناتهم في المستقبل، حيث نسجل نقصا كبيرا لمياه الشرب على مستوى المنطقتين، خاصة مع زيادة الطلب على هذه المادة بزيادة عدد سكان وزوار البلدية سكان المنطقتين يؤكدون على استيائهم من هذه الوضعية الصعبة التي تفرض عليهم، ويتكبدون على إثرها متاعب جمة تضعهم بشكل متواصل ويومي في رحلة بحث عن المياه، سواء كانت للشرب أو الغسيل، حيث نجدهم يستنكرون هذه الوضعية التي تفرض عليهم استقبال المياه في حنفياتهم مرة واحدة في الأسبوع في غالب الأحيان أو مرتين أحيانا، ولمدة لا يمكن خلالها توفير المياه لمدة أسبوع كامل، وهو ما يضعهم في موقف يحسدون عليه مع النقص الفادح للمياه، أين يجبرون على البحث عن مصادر المياه في العيون الطبيعية المبعثرة، أو شرائها من الصهاريج بكل ما تزيده من عبء على جيوبهم، أو شراء المياه المعدنية من المحلات التجارية.
السكان أشاروا أن هذه الوضعية ازدادت تأزما مع حلول موسم الاصطياف، وزيادة عدد السكان، وهناك من يشير أن الظاهرة تأزمت على مستوى المنطقتين دون سواهم على مستوى تراب البلدية، وهو ما يمكن نفيه أو تأكيده من طرف المصالح المختصة والسلطات المحلية المطالبة بدراسة هذه الوضعية والتكفل العاجل بمطلب السكان فيما يتعلق بهذه المادة التي لا يمكن الاستغناء عنها يوميا وفي أي فصل كان وخاصة في فصل الحر الذي نحن في أواخره، وهو ما يطمح إليه السكان بضرورة التدخل للقضاء على ظاهرة ندرة ونقص المياه في حنفياتهم، والعمل على توفيرها في بيوتهم.
من جهة تؤكد مصادر أن الإشكال الحقيقي لهذه الظاهرة على مستوى البلدية وهو ضعف تدفق المياه من الآبار إلى الخزانات في الوقت الذي ازداد فيه الطلب على هذه المادة بزيادة عدد السكان، وهو ما أحدث اضطرابات كبيرة أثرت على عملية التزود بالمياه، ونقصها إلى درجة حادة، وأن المسؤول عن هذه الوضعية تتحملها مؤسسة الجزائرية للمياه، كما أكدت نفس المصادر أن هذه الوضعية الصعبة التي أصبحت الشغل الشاغل لسكان المنطقتين قد أخذت بعين الإعتبار من طرف السلطات المحلية، التي تعمل على جلب مشروع يخصص لإنجاز بئر آخر يمكن أن يقدم الإضافة كمية المياه في الخزانات، ويمكن أن يلبي حاجة السكان ويخفف من حدة الأزمة، ولما لا تجسيد المشروع ميدانيا لتوفير هذه المادة وتدعيم كامل المنطقة بمياه الشرب، وهو الأمل المنشود الذي يعول عليه السكان في انتظار تجسيد هذا المشروع.
جمال.ك