أحيا عملاق الأغنية القبائلية “إيدير”، خلال سهرتين متتاليتين بالقاعة البيضاوية، حفلين فنيين تحت شعار “لم الشمل” بعد قرابة أربعة عقود من غيابه عن الساحة الفنية في بلاده. الحفلان اللذان أحياهما أيقونة الأغنية
الجزائرية الأمازيغية إيدير، بحضور شخصيات رسمية وجماهير بلغ عددهم العشرة آلاف من عشاق الفنان الكبير.
واستمر الحفلان لأكثر من ساعتين، أمتع خلالهما إيدير الجمهور بمجموعة من الأغاني التي اشتهر بها على غرار “أفافا إينوفا” (أبي نوفا)، و”أسندو” (رجّوا)، و”يا أولاد”، “الغريب”، التي تفاعل وتجاوب معها الجمهور. رافقت “إيدير” في حفلته أوركسترا مكونة من ثلاثين موسيقيا ومجموعة من فناني الكورال، كما قاسمه الحفل بعض نجوم الأغنية الفرنسية منهم جيرار لينورمون وماكسيم لو فورستييه.
ومن المنتظر أن يستمر إيدير في جولة فنية عبر مختلف ولايات الوطن على غرار عنابة وبجاية وباتنة وقسنطينة وتلمسان.
ويعود آخر حفل للفنان إيدير في الجزائر إلى سنة 1979. وكان إيدير الذي يعدّ سفير التاريخ والأغنية الأمازيغية في العالم قد صرّح، الأربعاء الماضي، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الجزائر، أن “قرار العودة للغناء في بلاده جاء بعد ترسيم الأمازيغية لغة وطنية”.
وفي مطلع 2016، أقر تعديل دستوري أجري بالجزائر، الأمازيغية لغة رسمية ثانية إلى جانب العربية.
ويملك إيدير المولود في منطقة بني يني بولاية تيزي وزو بالجزائر، سنة 1949، في رصيده عديد الألبومات الفنية منها “صيادو الضوء”، “هويات: ضفتان وحلم”، “جبلي”، “هنا وهناك”، “الجزائر في قلبي”.. وغيرها.
كما لحّن إيدير موسيقى العديد من الأفلام السينمائية، مثل “امرأة ضائعة” (1979)، “قصر الدم” (1980)، “دموع الغازل” (1990)، إلى جانب مسلسلات هي “حب امرأة” (2000) و”عشق اليوم” (2008).