جهات أجنبية تضخم عدد الدواعش لتبرير تواجد قواتها في المنطقة، كاهي: الجزائر تحول دون جعل منطقة الساحل بؤرة توتر دولية

elmaouid

أكد كاهي مبروك الخبير الأمني بأن الأرقام المتداولة إعلاميا بشأن عدد الدواعش والإرهابيين الذين يهددون حدودنا البرية عارية تماما عن الصحة، بالنظر إلى تضارب الأرقام من جهة، وتضارب المصادر وتشتتها من جهة

أخرى، مشددا على أن الذي يقف وراء هذه الدعايات المغرضة جهات خارجية هدفها تبرير التواجد الأجنبي في منطقة الساحل.

قال الأستاذ كاهي مبروك في تصريح لــ”الموعد اليومي”، إن من بين الجهات الأجنبية التي تروج وتضخم كثيرا أعداد الارهابيين المحتملين لمهاجمة الجزائر على مستوى حدودها البرية، هي فرنسا وقواتها التي قادت حملة بتحالف إقليمي انتهت بطرد الجماعات الارهابية، ورغم هذا ما تزال تسعى الآن لتسويق الأخطار لتضمن بقاءها في المنطقة حتى وأن المجموعات الإرهابية قد تلقت بالفعل العديد من الضربات الموجعة، لا سيما في شمال مالي التي كانت ملاذا آمنا لهم، ولم يعد لها أي تنظيم محكم وأصبحت عبارة عن شراذم مشتتة.

وأوضح المتحدث أن أهداف القوات الأجنبية في المنطقة باتت جلية وواضحة للعيان، ابتداء بحماية المصالح الفرنسية ولا سيما مناجم اليورانيوم ومطاردة مختطفي الرهائن الفرنسيين والأوربيين التي كانت فديتهم تكلف الخزينة الفرنسية ويضعها في حرج أمام الجهات الدولية، إلى جانب كذلك مراقبة دول المنطقة عن كثب والتدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول، ومن بينها الجزائر باعتبار أن لديها حدودا مع مالي.

كما أوضح ذات المتحدث أن القوات الأجنبية لا تخدم مصالح دول المنطقة بقدر ما تخدم مصالح دولها التي أرسلتها، ومن جهة يمكن اعتبارها عائقا لأنها أصبحت طرفا أساسيا في أي تسويةا الأمر الذي قد يزيد مشقة المفاوضات بين أطراف النزاع التي تحاول الجزائر جاهدة فضه بالطرق السلمية والقنوات الدبلوماسية وغيرها من أساليب الحوار.

وفي هذا الإطار بالذات ثمن المتحدث دور الجزائر في المنطقة من خلال محاولتها التحكم في الوضع وعدم جعل منطقة الساحل بؤرة توتر دولية من شأنها أن تهدد السلم والأمن الدوليين، خصوصا وأنها تنسق وتجمع دول الميدان وهو تأكيد حقيقي أن مشاكل المنطقة لا يمكن حلها إلا من خلال التعاون وتكثيف الجهود رغم أن التهديد الأمني لا يزال قائما ما دامت أسبابه متواجدة، وأن تحقيق التنمية لسكان المنطقة بإمكانه أن يبعد عنها العديد من المخاطر التي هي في غنى عنها ولا يمكنها أن تتحمل تكاليفها.